في اليابان، تقوم المدارس بتعليم الأطفال الأخلاق الحميدة، قبل تلقيهم للمواد الأكاديمية، وتنمية حسّ المسؤولية لديهم بالإضافة إلى الإعتماد على أنفسهم مثل الذهاب بمفردهم إلى المدرسة، تقديم الطعام لأنفسهم، غسل الأطباق، وتنظيف ما يخلفون من فوضى، وبذلك، فاللافت هنا أنَّ المدارس اليابانية تفتقد لعمّال النظافة، إذ إنَّ الأطفال يقومون بهذه المهمّة بأنفسهم.
الشأن ذاته في المنزل، إذ إنَّ دلال الأطفال غير متاح، فتجد البعض يساعد أهله في شراء اللوازم من المحال التجارية، أمَّا البعض الآخر فيقوم بتدوير المخلّفات في أثناء طريقه إلى المتجر.
إذاً، فإنَّ أطفال اليابان يتميّزون عن أطفال دول العالم بالأخلاق الحميدة والإحترام اللامتناهي، وهي عبارة عن عادات وتقاليد تبناها سكان هذه الدولة والتي يبلغ عددهم 126 مليون نسمة لأكثر من 60 عاماً، وبذلك نجد كبار السن في قمّة الأدب، لتصبح اليابان إحدى أكثر الدول إنضباطاً ونظاماً والأكثر نظافة.
وعليه، لا أحد يولد وقحاً أو عدوانياً، وبالتالي إذا ما أردنا أن يشب أبناؤنا على العطف والتضحية والمحبة وأن يصبحوا أناساً مسؤولين يمكننا أن نفخر بهم، فالأمر يبدأ بنا نحن.