لاعبون كبار عدة مروا قرب كأس المونديال ولم يرفعوها، في طليعتم الهولندي يوهان كرويف والالماني كارل هاينتس رومينيغه والبرازيليان زيكو وسقراطس والايطالي روبرتو باجيو وغيرهم، وصولا الى آخر العنقود البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع منتخب بلاده النسخة الحالية من الدور ربع النهائي أمام المغرب.
تطول اللائحة عن "غير المتوجين" رغم اعتبارهم من المستحقين، لكنها كرة القدم!
يأتي الكلام ليتقاطع مع أحد أهم اللاعبين على الاطلاق في الحديث الارجنتيني ليونيل ميسي، المدعو الى استحقاق أخير الاحد 18 كانون الاول أمام فرنسا في ملعب لوسيل.
ضغوط وأعباء ترمى على كاهل "البرغوت" (لقب ميسي) قبل الاستحقاق الأهم في مسيرته. ميسي المتوج بكل ما يحلم به لاعب كرة قدم او حتى مشجع الكرة المستديرة، ينقصه حمل كأس العالم. وهذا متاح له في المشهد الأخير من لوسيل من موقع الكابتن، حامل الشارة الذي يستلم الكأس قبل رفاقه من رئيس "الفيفا".
نتذكر هنا من انتظر طويلا للتويج بـ"الغالية"، وفي طليعتهم الالمان لوثار ماتيوس وبيار ليتبارسكي وميروسلاف كلوسه ولوكاس بودولسكي.
ماتيوس شارك منذ 1982 ثم في 1986 يوم راقب مارادونا كظله في نهائي المكسيك، وغفل عنه في الكرة التي مررها مارادونا الى بوروتشاغا وسجل منها إصابة الفوز بكرة أرضية الى يمين الحارس هارالد "طوني" شوماخر أمام أنظار المدافع "الجبل" هانز بيتر بريغل. ماتيوس قدر له حمل الكأس في الملعب الاولمبي بالعاصمة روما في 1990.
ليتبارسكي كان أساسيا في 1982 واضطلع بدور كبير أمام فرنسا في نصف النهائي الأشهر في تاريخ النهائيات (بالتوازي مع نصف نهائي المكسيك بين ايطاليا والمانيا الغربية)، وتوج في 1990.
الشيء عينه بالنسبة الى بودولسكي المشارك في نسخات 2006 و2010 و2014، وقد توج بالاخيرة في البرزيل.
اما "أيوب المنتظرين" قبل التتويج فهو عن جدارة الالماني ميروسلاف كلوسه الذي خاض نهائيات 2002 و2006 و2010 و2014 حيث توج ودون اسمه هدافا تاريخيا للنهائيات بالرصيد الأعلى (16 إصابة في 24 مباراة في النهائيات).
نعود الى ميسي الذي يقف أمام "الباب الأكبر" في مسيرته: حمل كأس المونديال، وعدم الاكتفاء بالمرور الى جانبها كما حصل معه في ملعب ماراكانا في النهائي أمام المانيا في 2014.
على "البرغوت" ان يكون "قدن كلن" يوم الأحد المقبل. "قد" الفرنسيين، وجميع اللاعبين خارج إطار الاسطورتين مارادونا وبيليه، ليكون ثالث لائحة الأساطير.
ميسي يستحق الرهان. لطالما كان صاحب الحل والربط والمنقذ.
تنقصه مباراة واحدة. وبما ان النهائي في أرض عربية، نستعين بأغنية عبد المجيد عبدالله من كلمات عبر الرب ادريس: ليلة (من العمر) يحتاجها ميسي الاحد.