Advertise here

إنجاز المغرب بكأس العالم يحول قميص المنتخب إلى "قطعة أثرية"

16 كانون الأول 2022 21:22:39

قبل انطلاق نهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022 أثار الإعلان عن قميص المنتخب المغربي في البطولة انتقادات كبيرة لدى جماهير الكرة المغربية التي رأت فيه قميصا عاديا لا يحمل الكثير من التصاميم المميزة.

وكانت شركة بوما الألمانية قد أعلنت في الثامن والعشرين من أغسطس الماضي عن أطقم منتخب المغرب المُشارك في مونديال 2022 وبدأت بالإعلان عن القميص الاحتياطي باللون الأبيض الذي تحيط به ألوان الأحمر والأخضر مع وجود زخرفة مغربية مستوحاة من التاريخ المغربي بالإضافة إلى شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وقتها انتشرت ردود فعل إيجابية كثيرة من الجمهور المغربي بسبب التصميم المميز والجميل على حد تعبير الكثير منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تكشف الشركة لاحقا عن القميص الأصلي الأحمر وعلى صدره شعار الشركة وبجواره يمينا ويسارا علامتين باللون الأخضر مرسوم على أحدهما شعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بالإضافة إلى وجود اللون الأخضر على الرقبة وفي الذراعين، لتنطلق الانتقادات من الجماهير المغربية على القميص الأساسي عكس ما حدث مع القميص الاحتياطي.

ما بين ذلك التاريخ واليوم مر القميص المغربي بأهم حدث في تاريخ كرة القدم الأفريقية بعدما نجح منتخب أسود الأطلس في الوصول إلى المربع الذهبي ليتوج اسمه بأحرف من ذهب كأول منتخب أفريقي يتأهل إلى هذا الدور في كأس العالم منذ انطلاقه قبل 92 عاما.

3 قمصان تاريخية للمغرب
الصحفي محمد زايد رئيس تحرير موقع البطولة المغربية صرح لـ" اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن القميص الأحمر الحالي يشبه قميص جيل المنتخب المغربي عام 1998 فالجمهور المغربي عندما شاهد القميص لأول مرة أعتبر أنه لا يحمل أي جديد وليس فيه إبداع عكس القميص الأبيض الذي يحتوي على فسيفساء في الوسط وزخرفة وكثير من الإبداع.
وأضاف الناقد الرياضي أنه بعد فوز المغرب على بلجيكا في دور المجموعات بدأ الطلب يزيد على شراء القميص الذي يترواح سعره بين 90 إلى 100 دولار وهو سعر لا يناسب الغالبية، فبدأ التجار وأصحاب المصانع في إنتاج قمصان جماهيرية تحاكي القميص الرسمي بأسعار تناسب الغالبية من الجماهير المغربية تبدأ من 8 دولارات وصولاً إلى 100 دولار، مشيرا إلى تزايد عملية بيع القبعات والأعلام خصوصاً مع توالي الانتصارات وخروج الناس إلى الشوارع فأصبحت تباع المنتجات بأثمنة فوق المتوقع بزيادة من 3 إلى 4 أضعاف سعرها قبل البطولة.

وعاد الصحفي المغربي محمد زايد بالذاكرة إلى عام 1986 حيث يعتبر قميص المنتخب المغربي وقتها من أشهر القمصان المترسخة في ذاكرة الجماهير بعد تأهل المنتخب للدور الثاني من المونديال آنذاك، وأيضاً قميص 1976 الذي حصل به المنتخب المغربي وقتها على كأس أفريقيا الوحيدة في تاريخه، وقميص بطولة كأس العالم 2022 سيكون هو الأكثر حباً لدى كل مغربي وسيظل كذلك لسنوات كثيرة بعد الإنجاز التاريخي على حد قوله.
ارتفاع كبير في سعر القميص

"بات القميص الأحمر الذي طالته الانتقادات هو أجمل القمصان في عيون المغاربة وفي تاريخ الكرة المغربية"، كما يقول عبد المنعم معتمد صاحب محل ملابس رياضية في الدار البيضاء.

معتمد قال لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن الانجاز التاريخي للمغرب جعل الجميع يُقبل على شراء القميص، من كلا الجنسين للكبار والصغار، مضيفا أن الحصول على قميص المنتخب المغربي في هذه الأيام أصبح أمرا صعبا للغاية بعدما ارتفاع سعر القميص "غير الأصلي" من 850 درهما مغربيا إلى 1200 درهم إذا وُجد في بعض المحال.

وانتشرت في الساعات الماضية عدة صفحات مغربية رصدتها "اقتصاد سكاي نيوز عربية" تقوم ببيع قميص المنتخب المغربي نسخة غير أصلية بـ335 درهما (32 دولارا) قرابة وهو سعر لا يناسب شريحة كبيرة من الجماهير.
ما على الحساب الرسمي لشركة بوما على تويتر، تبدو الجماهير المغربية القادرة على شراء النسخة الأصلية من القميص غاضبة من عدم توفر شراء القميص الأصلي على متجر الشركة عبر الإنترنت، فبعضهم طالب بتوفير قميص مخصوص للمنتخب المغربي يحمل هذه الذكرى الكبيرة على أن تتم بتصميم مختلف، والبعض طالب الشركة بضرورة ضخ المزيد من القمصان الأصلية على الموقع الرسمي بأسعار تناسب الجماهير وسهولة توصيل الطلبات إليهم في المغرب ليتمكنوا من الاحتفاظ به كذكرى لا تُنسى.

ووصل سعر القميص الرسمي إلى ما يزيد على ألف درهم مغربي أي حوالي 95 دولار للقميص الواحد.

قميص الأسود سيصبح قطعة أثرية
المغربية أمل العسري، المهتمة بجمع المقتنيات المغربية القديمة، صرحت لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن قميص المنتخب المغربي سيصبح أشبه بالقطعة الأثرية بعد عدة سنوات، مضيفة أنها قامت بشراء عدة قمصان أصلية من أحد المتاجر في لندن حيث تعيش هناك.

وأضافت العسري أن كل من يهتم بجمع "الأنتيكات" خصوصاً من المغاربة سيقوم بشراء القميص والاحتفاظ به لسنوات فهو بمثابة "الكنز" بعد سنوات.

الأمر لا يقتصر على المغرب وحدها، ففي مصر على سبيل المثال قال أشرف نجاح صاحب أحد مصانع إنتاج الملابس الرياضية لـ"اقتصاد سكاي نيوز عربية" إنه يقوم بتوريد ملابس رياضية لبعض فرق الأكاديميات في دول الخليج، وقرر أنه ينتج خط ملابس خاص للجماهير المغربية بعد انتهاء البطولة سيتم تصميمها بروح مغربية ودمج علم المغرب مع شعار البطولة وكتابة بعض الجمل المغربية الشهيرة باللغة العربية على القمصان وتسويقها عبر مواقع البيع على الإنترنت.
نجاح أكد أن التجارة الناجحة تأتي من الفكرة ومن الأحداث المهمة التي يُقبل عليها الناس، مضيفا أنه ليس هناك أفضل من هذه اللحظات التي يمكن أن تزيد أرباح التجار في هذا المجال وتساعد في فتح أسواق جديدة.

أما في الصين، حيث تنتشر مواقع البيع الشهيرة على الإنترنت، فقام أحد أشهر هذه المواقع بإنتاج أكثر من 23 خط إنتاج ترمز جميعها إلى قميص المنتخب المغربي بدون شعار الشركة الأصلية، وتتفاوت الأسعار فيها من 4 يورو حتى 23 يورو حسب التصميم والخامة المستخدمة والتوصيل للمغرب.

ولا يتوقف الإنتاج الصيني عند حد قمصان المنتخب المغربي، فتم نشر إعلانات خاصة تخاطب المشجعات المغربيات والأطفال من خلال ملابس متنوعة عليها علم المغرب وأسماء بعض نجوم المنتخب المغربي في مونديال 2022 وأخرى بشعارات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.