ودّعت منتخبات كبرى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، على رأسها ألمانيا، البرازيل، إنكلترا وإسبانيا وغيرها، فيما واصل العملاق الأرجنتيني مشواره بقيادة النجم ليونيل ميسي، إلى جانب ممثل العرب "التاريخي" المنتخب المغربي، فضلاً عن فرنسا حاملة اللقب وكرواتيا (الوصيفة).
بعيداً من المفاجآت التي سجّلت في المونديال القطري حتى الآن، ومن الأسماء التي من المتوقّع أن تعلن اعتزالها بعد انتهاء العرس العالمي، يمكن اعتبار وصول ميسي ورفاقه من جهة والمغرب من جهة ثانية، الحدث الأبرز في الدور نصف النهائي، مع الاحترام الكامل لفرنسا وكرواتيا.
لماذا ميسي؟
هو المونديال الأخير للنجم الأرجنتيني من أجل كتابة اسمه بأحرف من ذهب، والتتويج به للمرة الأولى في مسيرته المليئة بالألقاب، علماً أنه كان قريباً من ذلك في كأس العالم 2014، لكنه سقط في الاختبار الأخير أمام ألمانيا.
الجمهور الأرجنتيني الكبير الذي غصّت به استادات المونديال، للوقوف خلف "البرغوث"، يستحق أيضاً مشاهدة ميسي وهو يرفع الكأس الغالية يوم 18 كانون الأول الجاري، في استاد لوسيل، الذي يتّسع لـ80 ألف متفرّج، ويستضيف أيضاً مواجهة "التانغو" مع كرواتيا في نصف النهائي.
الأنظار اليوم نحو قطر بسبب "ليو"، بعدما ودّع نجوم كبار المونديال، أبرزهم البرازيلي نيمار، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الإنكليزي هاري كاين وغيرهم. وبات اليوم الحديث عن ميسي، الذي تفصله 180 دقيقة (من دون الحاجة إلى أشواط إضافية) لخطف اللقب التاريخي.
"فعلها المغرب"
في المقابل، حقق منتخب "أسود الأطلس" المطلوب منه وأكثر، وبغض النظر عن النتيجة في نصف النهائي أمام "الديوك"، فقد رُفع اسم المغرب وأفريقيا والعرب عالياً في هذا المونديال الاستثنائي، الذي سيبقى في الذاكرة لسنوات طويلة.
"فعلها المغرب" وبلغ مربّع الكبار عن جدارة، فهو تحدّى، بقيادة مديره الفني الوطني وليد الركراكي، الإصابات، ونجح في الوصول إلى هذا الدور، حيث يضم في صفوفه نخبة من الأسماء اللامعة في الكرة الأوروبية، مثل سفيان أمرابط، حكيم زياش وأشرف حكيمي.
تغيّرت عقلية اللاعب العربي، وهو ما طالب به مراراً الركراكي. فعقلية الانتصار أصبحت محفورة بكل لاعب، ولا مجال للتراجع عنها. أكثر من 60 ألف متفرّج متوقّع حضورهم في استاد البيت لمتابعة المباراة أمام فرنسا، إلى جانب شخصيات بارزة، مثل أمير قطر والرئيس الفرنسي وغيرهما. ولا شيء مستحيل، لبلوغ "المعركة" النهائية، ولمَ لا، إحراز اللقب.
إذا وصل المغرب والأرجنتين إلى مواجهة اللقب، فستكون الأجواء خيالية في استاد لوسيل وشوارع الدوحة، لأن المنافسة ليست بين منتخبين فقط، وإنما بين جماهير لا تعرف معنى "الهدوء".