Advertise here

17 عاماً على اغتيال جبران تويني... الفكرة لم تمت و"الديك" ما زال يصيح من أجل نهار لبنان

12 كانون الأول 2022 08:56:51

"نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحّدين، إلى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم"، هو القسم الذي لم ينته يوم 14 أذار 2005، انما يبقى الأصلح لكل زمان ومكان، وما أحوج اللبنانيين إلى الوحدة في زمن التفرقة الطائفية والمذهبية.

أتمت ذكرى اغتيال جبران تويني عامها الـ17، لكن صوته ما زال صدّاحاً في ضمائر اللبنانيين السياديين قبل ساحاتهم، فيما مقالاته وكتاباته ما زالت تُقلق قاتليه رغم التفجير المميت. ورغم نجاحهم في قتل الجسد، إلّا أن فشلهم في قتل الفكرة طبع المشروع، فتقمّص نبض جبران تويني في نفوس أحرار لبنان، وها هي جرأته تنتشر بشكل أوسع بين اللبنانيين.

قد يكون المقال الأبرز والأجرأ الذي كتبه جبران، هو الرسالة المفتوحة التي وجّهها إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، حينما أطلق مواقف سياسية ووطنية واضحة، فحواها وجوب احترام سوريا لسيادة لبنان واستقلاله، والأهم، خصوصيته، التي استبحاتها دمشق حينها. أما الخطوة الأهم له في جريدة "النهار"، قد تكون فتح المساحة لشباب لبنان من خلال "نهار الشباب"، لتعبّر هذه الشريحة الواسعة التي تشكّل مستقبل البلاد، عن رأيها.

لم يتوقف "ديك النهار" عن الصياح كل صباح، ولم تتوقف "الديوك" عن التعبير عن رأيها بكل حرية، ولن تتوقف. جريمة اغتيال جبران تويني نفذتها الأيادي السود، لكن الإصرار على استكمال نهج جبران تويني وسمير وقصير وغيرهم من الصحافيين الأحرار، أقوى من آلة القتل.

انضم جبران تويني في 11-12-2005 إلى قافلة شهداء ثورة الأرز، وإلى لائحة رجالات لبنان التاريخية الذين ناضلوا سياسياً وصحافياً وثقافياً لتطوير البلاد، وكان، إلى جانب رفاق آخرين له في النضال، معبراً لنقل البلاد من حالة الاحتلال إلى الحرية والديمقراطية. ترك خلفه مدرسة في الصحافة وخطاً في السياسة ورحل، والشهداء يحيون بعد مماتهم، فما أعظم شهداء لبنان، وبينهم جبران تويني، وما أفشل القَتَلة.

إلّا أن الطريق لم ينتهِ، وهدف جبران ورفاقه لم يتحقق بعد طالما أن البلاد لا تزال غارقة في مستنقع التجاذبات الإقليمية من جهة، والاصطفافات الطائفية من جهة أخرى، لكن الأمل بالشباب الذين يحملون الشعلة لاستكمال الطريق الذي كان جبران تويني جزءاً منه.