كتب عمر حبنجر في "الأنباء" الكويتية:
اهتمام خاص توليه القوى السياسية والحزبية اللبنانية لجلسة الانتخاب الرئاسية العاشرة يوم الخميس المقبل، ما يرجح احتمال حدوث مفاجآت كاسرة للروتين الانتخابي السائد منذ خروج الرئيس ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا.
ويتمحور الاهتمام بشقه الداخلي حول «الحوار النيابي» الذي ينادي به رئيس مجلس النواب نبيه بري كممر إلزامي للتوافق على اسم الرئيس المقبل، و«الحوار المسيحي» الذي طرحه الرئيس السابق ميشال عون ورئيس تياره جبران باسيل على البطريرك بشارة الراعي.
الحوار النيابي الذي يريده بري ينطوي على تحويل الجلسة العاشرة لانتخاب الرئيس إلى جلسة حوار بين رؤساء الكتل النيابية الذين عليهم إبلاغ أجوبتهم لصاحب الدعوة، قبل مساء غد الثلاثاء، لكي يتسنى له تحديد وجهة سيره، إما لتوجيه الدعوة مجددا لانتخاب الرئيس في جلسة يوم الخميس، حال جاءت ردود فعل الكتل المسيحية سلبية، وإما تحويلها إلى جلسة تشاورية وحوارية بين رؤساء الكتل حول مآل الاستحقاق الرئاسي، حال الموافقة على طرح بري.
ولم تحسم الكتل النيابية موقفها، فـ«القوات اللبنانية» تشترط أن تنعقد اجتماعات الحوار قبيل جلسة الانتخاب، بخلاف ما يراه بري، في حين يعطي «التيار الحر» الأولوية للحوار «المسيحي ـ المسيحي» الذي طرحه باسيل على البطريرك الراعي، ثم زكاه الرئيس عون من بعده، حيث تبين أن تقديم زيارة باسيل إلى بكركي قبل ساعات أربع من زيارة عمه الرئيس السابق، يوم الجمعة الماضي، كانت الغاية منه تحضير مسامع البطريرك لما سيقوله له عون، والذي حرص الرئيس السابق على كتمانه.
المصادر المعنية لا تستبعد أن يوافق الرئيس بري على طرح «القوات اللبنانية»، باعتبار العرضين يتكاملان، بينما موقف «التيار» على قراره بأولوية الحوار المسيحي في بكركي.
وعلى صعيد هذا الحوار فقد تضمن شقين: إما الاقتصار على رؤساء الكتل النيابية المسيحية، مثل سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل وسليمان فرنجية وميشال معوض، وإما الاكتفاء بالرؤساء السابقين، بحيث يحل ميشال عون محل جبران باسيل وأمين الجميل محل سامي الجميل، والغاية استبعاد باسيل شخصيا، لتحفظ البعض من المدعوين على مشاركته، والخميس لناظره قريب.
في هذا الوقت، كانت لافتة دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى القمة «العربية ـ الصينية» واللقاءات التي عقدها مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي ورؤساء الوفود المشاركة، والترحيب الذي حظي به، الأمر الذي يمكن أن تظهر نتائجه على الساحة السياسية في لبنان لاحقا.
في موازاة ذلك، توقفت الأوساط السياسية المهتمة بانتخاب رئيس الجمهورية أمام زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون للدوحة، ومع أن الدعوة ارتبطت رسميا بدعم قطر للجيش اللبناني، فإن هذه الأوساط ترى أن للزيارة علاقة برئاسة الجمهورية.