Advertise here

إرساء الحوار.. الركيزة الأساسية للشهيد رفيق الحريري

10 كانون الأول 2022 13:18:50

الحوار مبدأ أساسي، والدخول إلى أهميّة الحوار يجعلني أخصّ بالذكّر الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري المنبثق من مبعث فخرٍ المتبلور في محطاته التّاريخيّة بسنواته الضوئيّة الشّاهدة على وقفة عزّ الفرسان وحوار الشّجعان.. اللّافت في هذا الإطار إستلهام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الّذي أدخل إسمه في سجل الخالدين وبات محط أنظار الشّرفاء والأحرار في العالم منذ ذلك الحين  
بعد أن طوى صفحة مشرقةٍ من تاريخه النّزيّه السّاري مع تسبيل علوّ الأصل لدماثة خلقه.

الشهيد الحريري، الرّئيس المثاليّ الّذي فرض احترامه بشخصيته الرّزينة والرّصينة.. المواكبة مع حياته التّحاوريّة فيما يتعلّق بالمحور الوازن لأنه كان من القوى الفاعلة في الساحات المحليّة والإقليميّة والدوليّة، فضلاً على أنه كان من الشخصيات الوطنيّة الأساسيّة المتماشية مع القيادة الصالحة وصولاً إلى أعماله الرياديّة.

إلى ذلك، الحقّ يجب أن يقال تبعاً للسّيرة الذاتيّة للرّئيس الراحل رفيق الحريري المنخرط مع مجد الأمّة وتزخيمه مع نخب الأمّة، الّذين تثمن مواقفهم ويعتز بها تواليّاً مع استخلاص الدّروس، العبر، التّعاليم والمعاني المشعة المتجانسة مع قضايانا في حياتنا. بما أننا تطرّقنا إلى نخب الأمّة، من منطلق تمسّكهم بإيجاد التّشاور ، التّحاور ، الرؤى الوطنيّة والنّقاش الحيّ. في إشارةٍ إلى الرّوح التّوافقيّة المترافقة مع الموقف الموحد وإحاطته بأهميّة الحوار الّذي يترجم في إشادةٍ إلى المسؤوليّة الوطنيّة، كونها تتطلّب من الجميع توفير مناخ التوفيق غداة التّحاور، التّفاهم، التّكاتف، التّكافل والتّلازم.. للوصول إلى قواسم مشتركةٍ.

في جميع الأحوال، كان يرى الرّئيس الشّهيد، استناداً إلى تغليب لغة العقل والمنطق المتناولة الحوار بين الأفرقاء، الأطراف والمسؤولين السياسيين المقولة السّائرة - بقدر ما نكون متحاورين وموحّدين - بقدر ما نكون أقوياء وأتقياء بإيماننا في الفكر الحواريّ والمستنير واليسير .. الهادف إلى إدارة أمور البلد وبناء الأوطان، بحيث يعكس إستقراراً سياسيّاً، اقتصاديّاً واجتماعيّاً.. 

أيضاً كان يرى أنه بقدر ما يكون القرار منقسماً يكون الوطن ضعيفاً! خاصّةً بأن الأمور لا تستقيم إذا كان هناك جهة غائبة.

بالمقابل، يُشار إلى أن الحوار المحوريّ والجديّ. يكون السبيل الوحيد لتخطي الصعوبات، تليه إيجاد الحلول الجذريّة للمشاكل المتفاقمة! كما أن الحوار يشكل عامل استقرار، أمان، طمانينة وسلامة عامة.

الأهم في الحوار بحسب وجهة نظر الرّئيس رفيق الحريري بأنه يمنح الفرصة للإصغاء لبعضنا البعض ويكرس وسيلة التّواصل بين الجميع دون استثناء أحد ويقرب المساحات في وجهات النظر بين مختلف القوى السيّاسيّة والحزبيّة والقيمين على السّلطة بقصد وحدة البلاد وسلامة العباد. لا سيما بأن البلاد لا تقوم إلّا بأجنحة كلّ المكونات والشرائح. المتواجدة في الوطن.

مع العلم جيداً، بأن الرّئيس رفيق الحريري كان يركن للحوار ويلاقيه مع التّوافق كونه الخيار الطّبيعيّ المصحوب مع المظلّة الوقائيّة والحاميّة من الانهيارات في ظلّ التّوترات الطّارئة! 

وعليه، يبقى لزاماً أن يقوم الحوار بين الحضارات والأديان لخلق البعد الإنسانيّ، الاجتماعيّ، الوجوديّ والثقافيّ. فهو جزء من السّلم الأهليّ والحفاظ على العيش المشترك 
على هذا الأساس، يمنع منعاً باتاً نسف أيّ حوار يعمل على تدمير المجتمع وتخريب المؤسسات!

كذلك، يتوجب قطع الطّريق على أيّ أحد يسمح لنفسه بممارسة التّمزيق والتّقسيم لتنفيذ غايات خبيثة وأهداف لعينة! 

على أثر ما تقدّم، يبدو في سياق الحوار بأنه على درجةٍ عالية من الأهميّة ولديه الإمكانيّة في وصولنا إلى برّ الأمان. انطلاقاً من حاجته الإنسانيّة، الفكريّة، المجتمعيّة، الاقتصاديّة والآسريّة.. خصوصّاً بأن الحوار هو خدمةّ أساسيّة وضرورة لتفعيل المؤسسات.

ضمن نطاق ذلك، لا بد من التّطرّق إلى طاولة الحوار الجامعة لكل الأطراف دون تغييب أو تهميش أحد يكون ذات صلة بالصيغة الحواريّة وبالإيجابيّات الّتي تحكمها الوحدة بطاقاتها الفكريّة الحواريّة. يطغى عليها الأسلوب المناسب والمنطق اللّائق المتماشي مع دائرة النّقاش والتّحاور الوطنيّ عند جلوس الأفرقاء على طاولة واحدة للوصول إلى أهداف مشتركة. بالأخصّ بأن تلك الطاولة تتناول النّقاط الخلافيّة ومعالجتها بطريقةٍ صائبة عبر الحوار لفتح المجال أمام المسارات االمغلّقة لمواجهة التّحديّات بروح المسؤوليّة الوطنيّة والجديّة. تقابلها إلزاميّة تكريس الاتفاق، والمراد منه توحيد الجهود لتحصيل المطالب والحقوق المحقة نتيجة الانصياع للحقّ الّذي يكون أسهل من التمادي في المكابرة تليها إيجاد الحلّحلّة المطلوبة للمسائل العالقة حول الملفات الموجودة في المجالس والمؤسسات والإدارات.

عسى هذا الأمر ، يمنحنا المواقف الصادقة للوقوف بوجه أي موقف منوائاً! يعقبه شدّ الحِبال والاشتباك السّياسي وغير ذلك الّذي لا يوصل إلى أي نتائج إيجابيّة ملموسة، بل يُعزز من نهج التّعطيل ويؤدي إلى الانتحار السّياسيّ! 

يبقى علينا أن نتأمّل خيراً من دعاة الحوار المرتبط في أشياء كثيرة.