Advertise here

الحوار سبيل وحيد لإنتشال البلد.. وإلا المصير الغامض

07 كانون الأول 2022 17:24:02

باتت جلسات إنتخاب رئيس جديد للجمهورية أشبه بمسلسل تُعاد مشاهده نفسها كل أسبوع دون الوصول إلى "النهاية السعيدة" التي ينتظرها اللبنانيون في مرحلة دقيقة لم يعد يحتمل الوضع فيه المزيد من التعطيل.
بعد عدم توصل الجلسات إلى النتيجة المرجوة، برزت أهمية المضي بالحوار بين المكونات السياسية، بالتوازي مع المسار الدستوري، للوصول إلى تسوية داخلية ينتج عنها مرشح ينهي الفراغ الرئاسي ويشرع  بإصلاح ما تبقّى من لبنان.

ما هي أهمية الحوار؟
لطالما كان الحوار طريقة فعالة للتغلب على التصدّعات الداخلية والتوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف في مجتمع مهترئ على كافة الأصعدة، فهل من المنطقي أن نقف مكتوفي الأيدي أمام فشل المبادرات الرئاسية؟ أم نعطي فرصة للحوار الذي، إذا لم يستطع انتشالنا الا انه بالاقل لن يغرقنا أكثر.

فالتواصل بين القوى السياسية كافة، على الرغم من التباعد السياسي بينهم، هو بمثابة مسؤولية على النواب تجاه منتخبيهم للوقوف بوجه التحديات الاجتماعية والاقتصادية والتوصل إلى مخارج ترضي الجميع، إذ هو بمثابة مفتاح للخروج من التعطيل الذي وصلنا إليه وليس محطة إنتظار التسويات الخارجية.

لكن فكرة الحوار تختلف بين فريق سياسي وآخر؛ وفي حين يراها البعض ضرورة ملحّة، يعتبرها البعض الآخر مضيعة للوقت.

في هذا السياق، شدد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أشرف بيضون في حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية على أهمية الحوار معتبراً أنه الطريق الوحيد لخلاص لبنان وعبور استحقاق رئاسة الجمهورية لتخفيف أوجاع الشعب اللبناني، كما أكد أن بديل الحوار هو التباعد والتشرذم لذلك من الضروري أن تجلس الكتل على طاولة مستديرة وتشارك هواجسها بروح وطنية، مع الطرف الآخر، للتوصل إلى حلول ترضي الجميع وتخفف من معاناة الشعب.

من جهة أخرى، رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي أن الحوار هو كلمة "فضفاضة" من الممكن أن تناقض روحية الديمقراطية، معتبراً أن بعض الأطراف ستُفشل الحوار منطلقةً من مبدئها الذي ينادي بـ"أنا أو لا أحد"، لذلك اعتبر أن الحوار لا قيمة له والحل يكون في معرفة المشكلة أولاً وليس في الحوار.

بين مؤيدين ومعارضين للحوار وبانتظار المجهول البعيد، ماذا سيحل بالناس وما مصير مستقبلهم الغامض؟ 

من المرجح أن يطول الفراغ الرئاسي وصولاً إلى مرشح توافقي قادر على ضبط الأزمة وإعادة إنعاش الإقتصاد اللبناني، وهذا الأمر يتطلب أكثر من مجرد شعارات وجلسات، فالشعب اللبناني يريد حلول جذرية قد يتمكن الحوار من الوصول إليها بالتوازي مع الجلسات النيابية على قاعدة المساواة بين جميع الأطراف بهدف وضع نقاط تلاقٍ بين الجميع.