Advertise here

لو كان كمال جنبلاط بيننا

07 كانون الأول 2022 11:48:11

"ماذا لو كان المعلّم كمال جنبلاط بيننا؟"، لربما هو السؤال الأكثر سماعاً عندما تقترب ذكرى مولده أو استشهاده. هل كان سيرضى المعلّم بما يحصل في المشهد السياسي العام، من الاستقالة من المسؤوليات والارتهان للمصالح الداخلية الفئوية، والخارجية الدولية؟ هل كان سيرضى بتعطيل الاستحقاقات، على تنوعها، وذلك أمام مرأى وعلى مسمع مواطنين يئنون جوعاً وبرداً؟ 

تطل ذكرى مولد المعلم كمال جنبلاط هذا العام، فيما للأسف يتواصل التعطيل في إتمام استحقاق رئاسة الجمهورية، وفي ظل فشل تام بإنجاز أي تقدّم يُذكر في أي من المجالات الأساسية لتحسين واقع الناس. لم يكن المعلم ليرضى بالتسويف السياسي الذي يحصل تحت قبّة مجلس النواب، والمماطلة التي تُمارسها أطراف سياسية بانتظار "تعليمات خارجية"، في حين تسعى أطراف أخرى لتحقيق المكتسبات مقابل التنازلات.

تطل الذكرى، فيما للأسف العمل مستمر لتحصين حقوق الطوائف ومواقعها على حساب حقوق المواطنين. لم يكن ليرضى المعلم بوجود فريق يعطّل جلسات مجلس الوزراء بذريعة الحفاظ على صلاحيات موقع رئاسة الجمهورية، فيما الفريق نفسه يعطل انتخاب رئيس، ولا بفريق آخر يتذّرع بسلاح "الطائفية" ويتمترس خلفها.

 تطل ذكرى المعلم، فيما للأسف تُفتَقد أخلاقيات العمل السياسي لدى نسبة كبيرة من العاملين في الشأن السياسي، وهم الذين يتعمّدون الإمعان في سوء تطبيق الدستور والقانون، ويرهنون البلاد والعباد حتى تحصيل الامتيازات الطائفية أو الشخصية. لم يكن المعلّم ليرضى عن هذا الواقع، وهو الذي كان حريصاً على الالتزام بالكتاب وروحيته.

أخال المعلّم، لو كان بيننا، يعنون مقاله الأسبوع: "مسؤولون غير مسؤولين"، وهو الذي كان بعناوينه يُسقط العهود، وقد يكون عنوانه الأبرز، "جاء بهم الأجنبي، فليرحل بهم الشعب".

تصلح عناوين المعلّم لكل مرحلة وعند كل استحقاق، فهو من كانت له نظرة استشرافية لمستقبل لبنان الذي بات رهينة مصالح دول استعمارية وتوسّعية ومآرب محلية ضيقة.

ليت المسؤولين الغارقين في الأنا، يقرأون كمال جنبلاط ويستذكرونه في أفعالهم لعلهم يؤدون واجباتهم، ولعلّهم يُدركون مدى ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، فالسياسي الحقيقي، برأي المعلّم، "أي رجل الدولة، يجب أن تكون له دائماً عين على المبادئ يستلهم منها مواقفه وتصرّفاته، وعين أخرى على الواقع المحيط بتطبيقها".