Advertise here

بعد تطيير "العيديّة"... على من صوّب عون؟

26 كانون الأول 2018 13:06:00 - آخر تحديث: 26 كانون الأول 2018 16:33:16

ولد السيد المسيح ولم تولد معه الحكومة المنتظرة. لا عيدية للبنانيين في كلا العيدين. سيمضي العام من دون حكومة وقد يطل المقبل من دون حكومة في مطالعه. هي غصّة تجول في كواليس قصر بعبدا وبيت الوسط. غصّة عبّر عنها خير تعبير في عظة الميلاد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قبل أن يعطي الكلمة لرئيس الجمهورية الذي قال ما حرفيّته: "هناك من يريد تغيير التقاليد والأعراف في لبنان". تلك العبارة غير البريئة التي أرفقها الرئيس بأمل  في حلحلة الأمور التي تحول دون تشكيل الحكومة، تردد صداها في مختلف الدور السياسية وفي أوساط اللبنانيين حدّ أنها استحالت "هاشتاغ" يحلل ويفسر بعنوان: من يقصد الرئيس؟

فعليًّا من قصد الرئيس؟ الدستور واضح وضوح الشمس لجهة صلاحيات التأليف، وعليه تكمن اللعبة برمّتها في يدي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، إلا أن العراقيل التي تنبت من بعض الأفرقاء تدفع عون الى الغمز من قناتهم. وفي هذا السياق تلمح مصادر في التيار الوطني الحرّ إلى أن كلام عون واضح ولا يحتمل التأويل أو الاستفاضة في الشرح. فالدستور منح رئيس الجمهورية والرئيس المكلف صلاحية التأليف، إلا أن هناك من يهوى العرقلة من خلال وضع عصي في الدواليب، ومن خلال استمالة دفة التأليف إلى جهته". المصادر التي ترفض الدخول في التسميات تشير إلى النواب السنة الستة على أنهم مدفوعون وليسوا أصحاب القرار". 

هل عنى الرئيس فعليًّا الثنائية الشيعية؟ من دون أن يقولها أو أن يتبناها، لا يمكن استبعاد الثنائية الشيعية من كلام عون، خصوصًا أن النواب الستة السنة الذين يقف التأليف عند أعتابهم مدعومون بشكل صريح ومتشدد من حزب الله ومن الرئيس نبيه بري الذي يحاول جاهدًا وضع التأليف على المسار الصحيح ولا ينفك يعبّر عن غضبه إزاء تأخير التشكيل. وعليه، يقرأ كثيرون في كلام الرئيس عون رسالة واضحة إلى حزب الله من دون أن يرقى الى مستوى الخلاف أو أن يحمل مؤشرًا إلى أن الرئيس سيتخذ القرار بالتشكيل رغمًا عن إرادة حليفه الشيعي وحليف حليفه.

وفي هذا المجال، وبعدما أوصِدت كلّ آبواب تبادل الحقائب أمام الرئيس الحريري، يبقى أن يعود اللقاء التشاوري إلى المبادرة الرئاسية من خلال اختيار اسم جديد بعدما سقط اسم جواد عدرة في ربع الساعة الأخير، بما أوحى بتشتّت صريح داخل اللقاء ومكابرة على هذا التشتت سعيًا للتوزير.