Advertise here

ميلاد الفكر...

06 كانون الأول 2022 14:32:31 - آخر تحديث: 06 كانون الأول 2022 16:41:21

لا تمر سنة، لا بل لا يمر يوم أو حتى ساعة، دون أن ندرك فيها كم كان كمال جنبلاط بصيراً، عالماً بخفايا الأمور، حاضراً في روابي المستقبل، غارفاً من معين التاريخ والتراث، مستشرفاً لما هو آت، متقدماً في الحداثة حد الثورة، متجذراً في الأصالة حد الالتزام. واذا كان كمال جنبلاط قد تخطى في فلسفته حدود الزمان والمكان وانتقل الى ميدان العالم الرحب الواسع، الا اننا في لبنان كم نستحضر في أيامنا العصيبة هذه كمال جنبلاط بما دعا اليه وعمل وناضل لأجله، ولعلّ أبرز ذلك على الإطلاق الحياة الكريمة للإنسان.

لقد آمن كمال جنبلاط بحق الإنسان في الحياة، وكان الإنسان غايته الأسمى، وعلى هذا المقاس فصّل كمال جنبلاط فلسفته الاجتماعية والسياسية، وأرسى لها مفاهيم العمل المباشر، وطبّقها في ما أوتي من ظروف وما أتيح من امكانيات، وتخطى الكثير الكثير من القيود مصطدماً ببعضها، كاسراً البعض الآخر، في معركة مستمرة لم ييأس فيها حتى الاستشهاد.

فكر كمال جنبلاط ليس ذكرى، ولا صنماً ولا مناسبة ولا شعاراً. فكره أسلوب حياة يسلكه من رام عيشة الحق والحقيقة والعدالة والكرامة. أسلوب عمل يومي لا ينتهي. وبمثل هذا الالتزام والإصرار على فكر كمال جنبلاط ونهجه وقيمه ورؤيته، نستطيع فقط الخروج من القعر الذي رمانا فيه من أراد لمشروع كمال جنبلاط أن لا يبصر النور، وهؤلاء كثر بين قديم سابق ومستجد طارئ. ولكن ميلاد الفكر الذي انبثق في يوم مولده في السادس من كانون الأول لم تقوى عليه رصاصات الغدر، ولن يقوى عليه غدر العابثين في هذا الزمان أيا كانوا. ويبقى فينا كمال جنبلاط وينتصر.

*رئيس التحرير