يا قلبُ غنِّ لعاشقِ الحقِّ كان قد مرَّ هنا
تلبَّس الشمسَ وشاحًا
واللوتسُ مهدٌ له في بحيرات الدنى
حبّه... كالخبزِ
توزّعَه الجياعُ وأصحاب الرؤى
و"العينُ" ترقبُ في عليائِها طفلَها الغافي، بين قلوبِهم...
وأكمامِ الندى!
يا قلبُ غنِّ في ذكرى ميلادهِ
فليسَ صدفةً أنْ يُولد البدرُ في عتمةِ الدجى
وليسَ كلُّ نفسٍ تعيشُ حياتَها
وليسَ كلُّ نفسٍ يطويها الردى!
يا سنبلةَ الخيرِ، يا عبقَ الوجودِ
أهديتَنا على الزمانِ فكرًا، ونارًا موقدة
"مراتبُك السبعُ" تروي دربَك
والتحقّقُ سرٌّ...
حفِظَه لكَ "الوعي" بأطياف المدى!
يا واسعَ الغبطةِ، يا نورًا في الشرقِ سرى
يا دُلّةِ الأكوانِ لمجدٍ في الذاتِ استتر
مهّدتَ لنا "الطريق" وأنرتَهُ
وذلّلتَ "بعينك الزرقاء" لطفًا
كلَّ شكوى لمن عانى واختبر!
وزّعتَ دواءَك المخفيَّ عن عين كلِّ جاهلٍ
ما ضرّكَ إنْ نالَكَ الداءُ
فأنتَ في "السكينةِ" تحوي ترياق "البصر"!
تعودُ علينا في كلِّ حينٍ
بشمسكَ...
لا الموتُ أبعدَكَ...
يا من حييتَ وتحيا بأقداس القدر!
يا معلِّم الروحِ، كم شقيتَ لأجلنا
اغتابوكَ واغتالوكَ، وأذكوا نزاعَهم
وفَاتَهم أنّكَ أنتَ
في عينِ الحقيقةِ
واحدٌ لا تُجتزا، ولا تُختصر...
ستبقى في رحلةِ التوحيد شراعًا مسافرًا
مركبُك جاهزٌ...
لمن لا يخافُ على "أناه" من الزوالِ
في خضمِّ "العِبّر"!
*أستاذ جامعيّة وباحثة