صدرَ عن المكتب الإعلامي في مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز، تعليقاً على ما أوردته جريدة "الأخبار" أمس عن انقسام في الهيئة الروحية وعن اتجاه نحو فدرالية المرجعيات الدرزية، البيان الآتي:
"نودّ التأكيد أن الدروز الذين لم يرتضوا لأنفسهم، عبر تاريخهم القديم أو الحديث، كياناً خاصاً و"دويلة حرس حدود" لإسرائيل وغيرها ورفضوا كل أشكال التقسيم، لن يعيروا شعار "فدرالية المرجعيات" اهتماماً. فالطائفة لم تخجل يوماً من تمسكها بهويتها الوطنية والعربية، ومن تاريخها الناصع، ولا حاضرها المضيء، ولا مستقبلها الأبهى بإذن الله تعالى.
وقد حذّرت مشيخة العقل أخيراً من الأيدي الخفيّة عبر الجيوش الإلكترونية والورقية التي تحاول العبث، وهي تؤكد مجدداً أن اختلاف الرأي ليس مدعاة للفرقة والتنافر، والمشايخ الأجلّاء الأتقياء لهم كل تقدير واحترام في نفوس الموحّدين، وقد سخّرهم الله لهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشادهم الى خير السبيل ابتغاء وجهه الكريم، فهم أشدّ حرصاً على وحدة الصف الداخلي والتمسك بمبدأ حفظ الإخوان وعدم الوقوع في فخاخ النافثين بنار الفتنة وبثّ سمومها وإذكاء شرارها.
وأضاف البيان: إن مشيخة العقل تؤكد دعمها لكل المساعي الخيّرة بهدف توحيد الرؤى، وتبارك أي اتفاق يحوز رضى مشايخنا ويحفظ الكرامات. أما الاتهام الموجّه إلى سماحة الشيخ أنه يقف خلف خطوة الشيخ الجليل أبو صالح محمد العنداري الأخيرة فمرفوض قطعاً، والشيخ العنداري عنده من الصفاء والارتقاء ما يعينه في القرار والخيار، وليس هناك من رد أدّق عمّا أعلنه الشيخ العنداري أمام المشايخ من سعاة الخير في اتخاذه قراره من تلقاء نفسه. وحبّذا لو أن كتبة المقالات يقفون عند ما صرّح به الشيخ العنداري لوفّروا على القرّاء الكثير من المعطيات، ورفعوا عنهم جملة من المغالطات، وخصوصاً محاولة إقحام الشيخ الجليل في السياسة لبيت لم يعرف في مسيرة حياته أيّ نوع من هذا القبيل.
أما إقحام المشاركة في منتدى أبو ظبي بهذا الأمر فلا ينمّ عن حسن نية، وهي ليست بجديدة. فعلى مدى سنوات كانت الطائفة تتمثّل في الملتقيات التي تهدف الى تعزيز قيم الأخوّة الدينية والمحبة والسلام بين المسلمين خصوصاً والمسلمين والمسيحيين عموماً، وعلى هذا الأساس جرى إيفاد الشيخين القاضي غاندي مكارم وكمال أبي المنى كما فعلت معظم الطوائف اللبنانية. وليس صحيحاً كما قيل إنهما انضمّا الى عداد الوفد المشارك من فلسطين المحتلة برئاسة الشيخ موفق طريف، ولم يكونا على علم أصلاً بمشاركة حاخام يهودي، على غرار مشاركة حاخامات في عدة مطارح وأحياناً تكريمهم، ومواقفنا المستنكرة معلنة بهذا الخصوص وبما يخصّ لغة التطبيع وما شابه.
أخيراً، رجاؤنا من كاتبي المقالات أن يتّقوا الله في هذه الطائفة وإبقاء الأمور في نصابها دون تضخيم أو تشويش".