الباحث والمحلّل السياسي الياس الزغبي رأى في ميلاد المعلم كمال جنبلاط مناسبة للتذكير أن لبنان بشكل عام في ماضيه الجميل أنتج قامات وطنية وشخصيات سياسية تمتعت بكل المواصفات التي نفتقدها للأسف اليوم في معظم الشخصيات التي تدير لبنان، وهذا الفرق هو في عمقه ما تسبب بهذا التراجع والانحطاط في السياسة.
الزغبي وفي حديث مع "الأنباء" الالكترونية قال: "بعد أن كان كمال جنبلاط قامة وطنية عربية عالمية أصبح لبنان اليوم أمام نماذج هزيلة تكاد لا يتعدى حجمها زاروباً أو شارعاً سياسياً"، معتبراً أن أهم ما في تلك المرحلة، التي جسدها كمال جنبلاط مع كبار في المكونات اللبنانية المسيحية والسنية والشيعية، أنها قامت على ركيزتين هما علو كعب هذه الشخصيات وفي مقدمها كمال جنبلاط في السياسة والاخلاق معاً، والثانية أن تلك الشخصيات الرفيعة كانت تتمتع بحكمة وبانفتاح عربي وعالمي نفتقدها اليوم بكل أسف، وهذا ما دفع الى الانهيار على كافة المستويات وخصوصاً على المستوى السياسي والاخلاقي، وأن قامات بحجم كمال جنبلاط كانت تشكل الاستقرار في لبنان"، وتابع: "سقا الله تلك المرحلة النبيلة وألف رحمة على كمال جنبلاط ورفاقه الأصدقاء وأحيانا الخصوم، اذ كانت الصداقة في أرقى مستوياتها والخصومة في أبهى تجلياتها".
