Advertise here

باسيل يحرج حزب الله... ويصيب بري وميقاتي بثلثه المعطّل

05 كانون الأول 2022 08:10:00

وجه رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل ضربة تحت الحزام للجميع. هي ضربة مباشرة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما تبقى ضربة غير مباشرة لحزب الله الذي أبدى الإستعداد للمشاركة في الحكومة.

لم يكن متوقعاً أن يعلن تسع وزراء مقاطعتهم لجلسة الحكومة التي يصرّ عليها ميقاتي وسينتظر إحتمال تغيير أحد الوزراء لرأيه. استخدام الثلث المعطل من قبل باسيل له أبعاد كثيرة، لا سيما أنه نجح في الحصول على ورقة نزع الميثاقية المسيحية عن الجلسة، كما سيسعى إلى ذلك أيضاً في الإنتخابات الرئاسية.

إحياء الترويكا
الدعوة إلى الجلسة كانت أبعد من مجرّد جلسة ضرورية لحكومة تصريف الأعمال. انما انطوت على أبعاد سياسية كثيرة تحتوي رسائل متعددة الإتجاهات، أهمها الإتجاه نحو فرض مسار رئاسي يسعى حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تكريسه. منذ فترة، يعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تأييده العلني لانتخاب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وفرنجية هو مرشح حزب الله وحركة أمل للرئاسة. يدلّ ذلك على محاولة من قبل ميقاتي لإحياء ترويكا سياسية متجددة.

إحراج حزب الله
لهذه الخطوة أكثر من بعد، في الشق الحكومي، تقتضي حدود اللعبة بالنسبة إلى حزب الله عدم كسر نجيب ميقاتي كرئيس للحكومة والحاكم في لبنان حالياً بظلّ الشغور الرئاسي، والبقاء على توافق مع "السنّة" او ممثلهم في السلطة.

أما بالنسبة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري فالأبعاد متعددة أيضاً، وهو الذي يريد أن يقول لباسيل إن عهد تعطيلك للبلاد قد انتهى، ولا يمكنك الإستمرار بتعطيل كل المؤسسات أو السلطات نزولاً عند رغباتك ومصالحك الشخصية أو حساباتك الرئاسية. يسعى بري إلى تفعيل عمل الحكومة من خلال عقد جلسات لها، إلى جانب تفعيل عمل مجلس النواب عبر سعيه إلى عقد جلسة تشريعية أيضاً. لكن كان لباسيل كلام آخر خصوصاً أنه نجح في ثني أمين سلام عن المشاركة وكذلك بالنسبة إلى الوزير المحسوب على طلال ارسلان. ويريد باسيل بهذه المقاطعة إحراج حزب الله أكثر ووزرائه، كما يريد انسحاب هذه المقاطعة على مقاطعة أي جلسة تشريعية لمجلس النواب لاحقاً.

تغيير قواعد اللعبة
أراد حزب الله عدم كسر نجيب ميقاتي، في مقابل ترسيم الحدود لجبران باسيل الذي لم يعد بالإمكان مجاراته في كل ما يريد ويتمنى، خصوصاً أنه لم يستجب إلى رغبات الحزب في مسألة الإنتخابات الرئاسية وترشيح سليمان فرنجية. كان حزب الله يسعى بهدوء إلى إقناع باسيل بتبني خيار فرنجية مع حفظ مصالحه وحصّته، وهو أمر استمر باسيل برفضه ما اقتضى تغيير قواعد اللعبة من خلال اعتماد أسلوب الضغط المباشر، لا سيما أن ذلك يتقاطع مع وقف الحزب لمساعيه التفاوضية بين تيار المردة والتيار الوطني الحرّ خصوصاً بعد المواقف التصعيدية التي أطلقها باسيل علانية في لبنان كما في فرنسا، فيما الحزب يفضّل أن تتم مناقشة مثل هذه الأمور بعيداً من التصريحات الإعلامية. هذا مسار جديد لا بد أن يفتح على خط العلاقة بين باسيل والحزب والسعي لترتيبها، خصوصاً أن الحزب وإن اختلف مع باسيل في التكتيك فهو حريص عليه في الإستراتيجيا. 

مرحلة الضغط الجدّي
عملياً إنها مرحلة الضغط الجدي من قبل حزب الله في معركة رئاسة الجمهورية لصالح سليمان فرنجية، وهي تحتاج لإحياء ترويكا تضم فرنجية وبري وشخصية سنية تمثّل العدد الأكبر من نواب السنّة أو يتم تأمين دعمهم لها أو تجييره، حينها يصبح باسيل مضطراً للسير بالتسوية كي لا يكون خارجها مع احتفاظه بلعب ورقة المعارضة أيضاً. إلا أن هذا المسار لم ينجح، خصوصاً أن تراجع باسيل سيؤدي إلى إلحاق خسارة كبيرة به وبتياره، سياسياً وشعبياً أيضاً، أولاً لأنه رفع السقف إلى حدود بعيدة ومن ثم تراجع، ثانياً لأنه لم يكن قد ترك باباً مفتوحاً للتسوية مع فرنجية، وثالثاً بسبب إتهامات ستوجه إليه بأنه عاد ودخل في تسوية مع المنظومة التي قال إنه يرفض إعادتها لإحياء التسويات على قاعدة ما حصل في التسعينيات.

قائد الجيش كتسوية
بالمعنى التكتيكي لا يبدو باسيل في موقع مرتاح لوضعه، لكنه عملياً يخوض معركة يريد أن يخرج منها رابحاً عبر تقديم صورة أنه رفض الإنصياع لطلبات الحزب ولانتخاب فرنجية، لا سيما في ضوء معلومات تفيد بأن هناك جهات متعددة في الداخل والخارج تسعى معه إلى إقناعه بشخصية أخرى هي قائد الجيش كتسوية فيما هو يبحث عن شخصية تسووية أخرى تكون خياراً لتجنّب تجرّع الكأس المرّ من خلال استبعاد أكثر شخصيتين يريد الرجل أن يستخدم حق النقض ضد وصولهما إلى الرئاسة .