ممّا لا شكّ فيه أن "المونديال" هذه السنة مميّز بكل ما للكلمة من معنى، بدءاً من البلد العربي المضيف، مروراً بالاستضافة المميزة وقرب الملاعب من بعضها بعضا، وصولاً إلى الأنفاق و"الميترو" وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يتم اعتمادها في زوايا عديدة في المباريات. فالتكنولوجيا المتطوّرة تؤدي دوراً أساسيا في هذا المونديال، بحيث تسهّل وتساعد كثيراً المباراة.

بعد دخول الصحافيين والإعلاميين، توجد قاعة كبيرة مخصصة لهم في كل ملعب، تم تجهيزها بكل ما يحتاجون اليه، وبخاصة الوسائل التكنولوجية الحديثة من شبكة الإنترنت العادية و"واي فاي"، وعن طريق مسح "باركود" يستطيع الشخص الاتصال بالشبكة، كما يتمكن من الحصول على تشكيل الفريقين والبيانات الخاصة باللاعبين. 

فهذه الميزات، ليست حكراً فقط على الجهاز الإعلامي، إنّما هي متاحة للجماهير الذين بات باستطاعتهم معرفة كل إحصاءات اللاعبين عبر تطبيق التحليل اللحظي، الذي يستعرض الخرائط الحرارية والإحصاءات الذي أطلقه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" (FIFA) أيضا باستخدام أنظمة الذكاء الصناعي، بعدما كان ذلك حكرا على الأجهزة الفنية للفرق فقط.

كرة المباريات تحتوي على مستشعر حركة

تحتوي كرة المباريات الرسمية، التي صنعتها شركة "أديداس"، على مستشعر حركة داخلها. ويُبلغ المستشعر عن بيانات الموقع الدقيق للكرة 500 مرة في الثانية، وفقاً للشركة، ما يساعد الحكام على اتخاذ قرارات أكثر دقة.

وقالت "أديداس" أن الكرات المجهزة بأجهزة الاستشعار تم اختبارها في العديد من بطولات كرة القدم التي سبقت المونديال، بما في ذلك كأس العالم للأندية 2021، ولم تؤثر في أداء اللاعبين. ويتم استخدام الكرة في جميع مباريات البطولة البالغ عددها 64 مباراة، وستقوم بتقديم المعلومات إلى مركز البيانات الخاص بالمنظمين، والذي يمكن للمسؤولين استخدامه للتتبع والإحصائيات ومراقبة اللعب.

اعتماد نظام الخوارزميات والبيانات لمساعدة الحكام

يعتبر نظام التحكم المساعد بالفيديو الذي يستخدم الخوارزميات والبيانات مساعداً للحكام على أرض الملعب في إجراء أحكام دقيقة، حسبما يقول مسؤولون في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وتم اختبار هذه التكنولوجيا في كأس العالم 2018 بروسيا، وتمّ تحسينها لبطولة هذا العام.

وأضاف مسؤولو "فيفا" أن النظام سيعتمد على كاميرات التتبع المثبتة في الملاعب لتتبع الكرة المليئة بالمستشعرات وما يصل إلى 29 نقطة بيانات (data points) على جسم كل لاعب بمعدل 50 مرة في الثانية. وتزود نقاط البيانات التي تتعقب أطراف اللاعبين وموقع الكرة نظام الذكاء الاصطناعي، ما يساعد الحكام على اتخاذ قرارات بشأن العقوبات، مثل حالات التسلل. ويتيح النظام خدمة التنبيه الآلي داخل غرفة مجهزة بشاشات لعرض الفيديو، ويساهم في التحقق من صحة أي قرار وإبلاغ الحكم على أرض الملعب بالنتائج.

نظام تبريد متقدم

تعتبر الحرارة المرتفعة مشكلة في قطر، ولهذا السبب اعتمد المنظمون على نظام تبريد متقدم، يسحب الهواء إلى الأنابيب وفتحات التهوية في الاستاد، ويُبرد ويُنقي الهواء ويدفعه للخارج مرة أخرى، ويقول مسؤولون إنه يساهم في تبريد الاستاد، حيث تساعد المستشعرات في تنظيم درجات الحرارة.

وباستخدام هذا النظام والاستعانة بمواد عازلة يتشكل ما يسمى "التبريد الموضعي"، الذي يسمح بالتبريد فقط في مكان وجود الأشخاص، مما يحافظ على حرارة الملاعب بين 17.7 و23.8 درجة مئوية.

"فيفا" تدخل "البلوكتشين"

أعلن الإتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) عن مشاريع كبيرة في مجال "البلوكتشين". فقد عقدت "فيفا" مع شركة "ألغوراند بلوكتشين" تعاون تقني. ونتيجة هذه الصفقة، تعمل "ألغوراند" كمنصة "بلوكتشين" رسمية "للفيفا"، وبدورها وفّرت حلاً رسمياً للمحافظ المالية ، والذي يميزها الآن أنها مدعومة بتقنية البلوكتشين. وتعمل الآن كذراع رسمي لبطولة كأس العالم للسيدات في أستراليا ونيوزيلندا وكداعم إقليمي لبطولة كأس العالم "للفيفا" في قطر.

ووفرت "لفيفا" إصدار محافظ رسمية مدعومة بتقنية البلوكتشين، بالإضافة إلى مساعدتها في وضع استراتيجية منتجاتها الرقمية. وتعد شراكة ألغوراند مع فيفا فرصة رئيسية لشبكتها لإظهار كيف يمكن لحلول البلوكتشين رفع مستوى الأحداث الرياضية العالمية. ويعود اختيار فيفا لـ"ألغوراند" لكونها شبكة توفر معاملات فورية بسعر منخفض وتأثير ضئيل على البيئة.

الراعي الرسمي للمونديال "Crypto.com"

أعلنت "فيفا"، "Crypto.com"، شركة راعية رسمية لبطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر هذا العام. وتوفر "Crypto.com" الرعاية الرسمية بطرقٍ متنوعة، إحداها من خلال تزويد العملاء، الجدد والحاليين، بفرصة حضور المباريات خلال البطولة والفوز بجوائز خاصة.