Advertise here

فلْتنتهِ مسرحية الورقة البيضاء

03 كانون الأول 2022 08:29:47 - آخر تحديث: 03 كانون الأول 2022 10:37:22

يُستحسن في جلسة الانتخاب الرئاسية المقبلة استكمال اختبار نوايا النواب والكتل النيابية، "التصويتية"، إلى النهاية وبشكلٍ صريح. فلا شيء يمنع أصحاب الورقة البيضاء، إذا كانوا يرغبون فعلياً في دعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية للوصول إلى رئاسة الجمهورية، من التصويت صراحةً له وباسمه إذا كانوا يريدون رئيساً، وهم بسلوكهم درب المنافسة المكشوفة سينقلون عمل المجلس النيابي، في إحدى أهم محطات عمله، من المناكفة السلبية إلى الفعل الإيجابي، ما يسمح بالقول إنّنا إزاء مجلس نيابي طبيعي، يقوم بالتصويت ويخضع لنتائج، وليس مجلساً "ماسونياً" تخضع قراراته لعوامل خارج السياق التمثيلي الذي يضطلع به "نواب الأمّة".

لم يصبح النواب نواباً الّا بعد انتخابهم صراحة من ناخبين وضعوا خياراتهم في الصناديق. فما من نائب فاز بأصوات بيض، ولو لجأ الناخبون من عموم الشعب اللبناني إلى خيار الورقة البيضاء لما كان لدينا اليوم مجلس نيابي يجتمع ويغدق على أعضائه صفة أصحاب السعادة. واجب التصويت الصريح يفرضه منطق الانتخاب من القاعدة، ولا يصحّ أن يتحوّل الهروب إلى الورقة البيضاء إلى حق ديمقراطي، فمن انتخب شخصاً يمثله يطلب ويفرض عليه أن ينتخب شخصاً يمثله إلى المنصب الأعلى، إضافة إلى مهام النائب اليومية الأخرى.

لا شك أنه في حال مغادرة منطق الورقة البيضاء سنكون أمام مشهد جديد. ستكون التصفيات في المجلس شبيهة بتصفيات المونديال. الكل يلعب وهناك من يفوز ومن يخسر، لكن في الملعب وليس خارجه. ستعرف عبر الأوراق المحملة بالاسماء حجم الأصوات التي سينالها فرنجية، وتلك التي تتمسك برئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض، أو بالدكتور عصام خليفة وغيرهم من المرشحين المعلنين والمستترين. وستكون تلك البداية الطبيعية لاطلاق مفاوضات ومشاورات فعلية بين الكتل لخوض خيارات بديلة في حال لم يحقق أيّ من هؤلاء فوزاً مبيناً.

أمّا الاستمرار في حالة الهروب القائمة فلن يكون سوى استقالة من النيابة في أفضل التقييمات، ومحاولة لنسف المؤسسات عن سابق تصور وتصميم في أسوأها، وليس في الاحتمالين ما يشير إلى حرصٍ على الدولة ورئيسها.