Advertise here

"زلزال" مغربي و"فضيحة" ألمانية

02 كانون الأول 2022 13:51:33

ليلة دراماتيكية عاشها عشاق كأس العالم 2022، شهدت حدثاً تاريخياً كان بطله المنتخب المغربي، الذي تأهل للمرة الثانية في تاريخه إلى دور الـ16، في وقت خيّم الحزن على الجماهير الألمانية، بعدما كرّر المنتخب سيناريو مونديال 2018، بخروجه من الدور الأول مجدداً.

قدّم ممثل العرب أداءً لافتاً للمباراة الثالثة على التوالي، فتصدّر المجموعة السادسة من دون أي خسارة، من فوزين على بلجيكا وكندا وتعادل مع كرواتيا، ليؤكد أن القرار الذي اتخذه الاتحاد الوطني بالاستعانة بالمدير الفني وليد الركراكي بدلاً من البوسني وحيد خاليلوزيتش، كان صائباً.

سر التأهل
نجح الركراكي، الذي تسلّم المنصب قبل نحو شهرين من انطلاق المونديال، في لم شمل المنتخب، فأعاد الأمور إلى مسارها الصحيح، من خلال الاستعانة بالثنائي حكيم زياش، الذي أعلن اعتزاله في وقت سابق بسبب مشاكله مع خاليلوزيتش، وعبدالرزاق حمدالله.

ويضم المنتخب المغربي مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين، وعلى رأسهم الحارس ياسين بونو ويوسف النصيري (إشبيلية الإسباني) وأشرف حكيمي (باريس سان جيرمان الفرنسي)، إضافة إلى زياش (تشيلسي الإنكليزي) وحمدالله (الاتحاد السعودي) وغيرهما.

نجح الركراكي أيضاً في ضبط الأمور، وساعده في ذلك الدعم الجماهيري الكبير، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، واستمرت هذه المساندة في استادات كأس العالم، من خلال أصوات الجمهور المغربي والعربي طوال المباريات الثلاث، والتي منحت جرعة معنوية إضافية لـ"أسود الأطلس" داخل الملعب.

أنجز المغرب المهمة الأولى في "المونديال الاستثنائي"، وهو الآن سيواجه إسبانيا في دور الـ16، علماً أنه قادر على مواصلة المشوار، بعد الأداء المتواضع للمنتخب الأخير في المباراتين الأخيرتين أمام ألمانيا واليابان.

"فضيحة" ألمانية
لا شك في أن الفشل الألماني في المونديال الحالي كان متوقّعاً من بعض النقاد والخبراء، نظراً للأداء غير المقنع الذي قدّمه المنتخب في المباريات السابقة، والتغييرات الكثيرة، سواء على صعيد اللاعبين او الجهاز الفني، إلا أنه جاء مبكّراً.

ورغم أن البعض تفاءل خيراً بشخصية المنتخب الجديدة، التي تجمع بين أصحاب الخبرة والشباب، وبقيادة مدير فني جيد، إلا أن الوداع بهذه الطريقة وفي مجموعة تضم كوستاريكا واليابان، صنّف بـ"الفضيحة".

على الاتحاد الألماني إيجاد الحل سريعاً لاستعادة "هيبة" المنتخب، أقله في القارة الأوروبية، بعدما بات من دون "أنياب" في مواجهة منتخبات تعمل على تطوير مستواها، لأن مغادرة كأس العالم من الباب الضيق في مناسبتين متتاليتين، هي "فضيحة" كروية لا يمكن تقبّلها.