Advertise here

النفايات المنزليّة "أخطر ممّا تتوقّعون".. كيف نتخلّص منها بطريقة مُلائمة للبيئة؟

01 كانون الأول 2022 07:38:53

تظنّ شريحة كبيرة من الناس أن النفايات المنزلية لا تشكّل خطراً على البيئة والصحة، ويعتبرون أن منازلهم آمنة. لكن هذه المزاعم خاطئة جداً، فالنفايات المنزلية وبخاصة المنتجات الكيميائية المختلفة التي يتم استخدمها في شتّى أنواع التنظيف والتعقيم، تعتبر قنبلة موقوتة مدمّرة تلقي بآثارها على صحة الإنسان والبيئة.

آثار النفايات الصلبة

كشف رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي البروفيسور «ضومط كامل»، أن نسبة النفايات المنزلية الخطرة في لبنان مرتفعة جداً، نظراً لعدم توفّر أدنى مقوّمات إدارة النفايات وبخاصة المنزلية منها.

تشكّل النفايات المنزلية خطرا على البيئة و خصوصا المياه الجوفية. فتعمل النفايات المنزلية الصلبة مثل مخلّفات الأطعمة وقشور الفاكهة والخضروات على تجميع الحشرات التي تنقل السموم والأمراض إلى حيث يمتد بها والانتقال إلى الأماكن المزدحمة بالسكان. بالإضافة إلى أن هذه النفايات تلوّث الجو بالغازات المنبعثة منها أو الدخان الناتج عن احتراقها فيؤدي إلى تلوث الهواء مما ينجم عنه تلوث كيميائي يتمثل في انبعاث الغازات السامة التي تشكل أمطار حمضية، والتي يمكنها أيضا أن تحدث أضرار ببعض أنواع البنايات والآثار التاريخية والتماثيل. فالأمطار الحمضية أيضا تتسبب في إسراع أكسدة الحديد، كما يمكن أن يتفاعل حمض الأزوت الموجود فيها مع كثير من المعادن في المنشآت الصناعية ويتسبب في تخريبها.

وتكمن خطورة النفايات عند اقترانها بالمياه التي قد تصل إليها فتعمل على تلوث المياه الجوفية بالإضافة إلى أنها تعتبر مزرعة لتكاثر الكائنات الحية للأمراض مثل الفئران والصراصير والذباب.

منتجات التنظيف...

كارثة بيئية وصحية كبيرة!

في حال تمّ سكب منتجات التنظيف الكيميائية في البالوعة، فستتم المخاطرة بتلويث المياه الجوفية ومنها مياه الشرب أو المياه السطحية مثل البحيرات والأنهار والتي تصلها عبر محطات المعالجة. أما إذا بقيت في سلة القمامة، فستتصاعد جزئيات المكونات الكيميائية الخطيرة في الهواء وستتعرض سلامة وصحة عمال النظافة للخطر بمجرد التعامل مع هذا النوع من النفايات، أو تسبب الضرر والتلوث باللمس المباشر.

كيفية التخلّص من النفايات المنزلية

كما سبق وذكرنا، إنّ النفايات المنزلية شديدة الخطورة، وفيما يأتي خطوات عدة يجب اتّباعها بهدف التخلّص من النفايات المنزليّة بأفضل الطرق، وهي:

- فرز النفايات التي يتم التخلّص منها مباشرة في صناديق الفرز الخاصّة بها.

- إرسال القمامة التي من الممكن إعادة تدويرها إلى المراكز الخاصّة ببيع المواد والأغراض المستعملة مثل الألعاب، والملابس.

- أخذ النفايات القابلة لإعادة التدوير مثل البلاستيك، والزجاج إلى أماكن التدوير المحليّة المتوفّرة في المنطقة.

- الاستفادة من القمامة المنزليّة باستعمال الأطعمة في صناعة السماد العضوي، الذي يُستخدم في الحدائق.

هذا وناشد الخبير البيئي، الجهات المعنيّة لوضع برامج توعية عامة لتشجيع الممارسات المستدامة وإدارة النفايات بشكل عام والمنزلية بشكل خاص. كما طالب السلطات بضمان الالتزام بقوانين ومراسيم إدارة النفايات وتطبيقها، ووضع عقوبات واضحة على المخالفين، كي لا تتكرر الانتهاكات البيئية وننعم ببيئة نظيفة.

قانون إدارة النفايات الصلبة... راوح مكانك!

في أيلول 2018، أقرّ لبنان أول قانون متعلق بإدارة النفايات الصلبة لكن تطبيقه ما زال يُراوح مكانه.

وقدّرت دراسة أجراها «البنك الدولي» في 2004 تكلفة التلوّث البيئي الناجم عن الطمر والحرق غير القانوني للنفايات بنحو 10 ملايين دولار سنويا، وترتفع هذه الكلفة باستمرار. كما أظهرت دراسة أخرى أجراها خبيران في إدارة النفايات في 2014 أن تكلفة التدهور البيئي بسبب سوء إدارة النفايات الصلبة تبلغ 66.5 مليون دولار سنويا، أي 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2012.

 

وأظهرت الدراسة أنّ من شأن الممارسات المحسَّنة في إدارة النفايات، مثل إعادة التدوير والتسبيخ، توفير 74 مليون دولار سنويا. 85% من النفايات الصلبة حاليا تذهب إلى المطامر والمكبات المفتوحة.