Advertise here

"أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر وأثرها على الحقوق الإقتصادية للنساء" موضوع اللقاء الحواري لـ "النسائي التقدمي" في بعقلين

30 تشرين الثاني 2022 16:34:41

ضمن برنامج النسوية من أجل حقوق النساء الإقتصادية المنفذ بدعم من مجموعة الأبحاث والتدريب CRTDA، بالشراكة مع تحالف FEMPAWER و KVINNA TILL KVINNA  والممول من قبل وزارة الخارجية الهولندية، أقامت جمعية الإتحاد النسائي التقدمي لقاء" حواريا في المكتبة الوطنية-بعقلين، حول "أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر وأثرها على الحقوق الإقتصادية للنساء" تولت إدارته مسؤولة الإعلام في الجمعية الإعلامية غنوه غازي، وتحدثت فيه رئيسة الجمعية منال سعيد.

حضر اللقاء مدير المكتبة الوطنية غازي صعب، رئيسات ورؤساء جمعيات، فعاليات إجتماعية، وثقافية، وتربوية، وجمع من النساء والرجال. 

كما حضرت مسؤولة هيئة منطقة الشوف في الإتحاد رائدة البعيني وعضوات من جهاز المنطقة، ومسؤولات وعضوات من فروع "النسائي التقدمي" في الشوف.

غازي
في بداية اللقاء وبعد الترحيب، تحدثت منسقة المشروع غنوه غازي عن الهدف من مشروع الإتحاد في ردم الهوّة بين الجنسين فيما يتعلّق بالشراكة وقسمة الأدوار الرعائية ضمن الأسرة، والتوعية حول الحقوق الإقتصادية للنساء وأعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر، والذي إستهدف وللمرة الأولى الأزواج من نساء ورجال.

ثم كان عرض لفيديو عن المشروع.

سعيد
رئيسة الجمعية منال سعيد تحدثت عن المشروع، فلفتت إلى أن "جمعية الإتحاد النسائي التقدمي إختارت تسليط الضوء على قضية أساسية وحساسة تتعلق بالشراكة بين الرجل والمرأة في تقديم أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر، بحيث أثبتت جميع الدراسات أن هذه الأعمال ذات أثر مباشر في زيادة الفجوة الإقتصادية بين الرجال والنساء، خصوصاً أن الرجال في المجتمع اللبناني والمجتمع الشرقي يتّجهون إلى الأعمال المنتجة خارج المنزل أكثر من النساء، وبالمقابل ما زالت الخدمات والأعمال الرعائية داخل المنزل، والتي تشمل أعمال التنظيف والطبخ والغسيل والكوي والإعتناء بالاطفال وكبار السن، محصورة بالنساء إجمالاً، لا بل وتشكّل في أحيان كثيرة عاملا معيقا للمرأة في الإنخراط  في سوق العمل".

وأكدت على أهميّة تحويل هذه الأعمال إلى أعمال مرئية ومقدّرة، وأيضا على ضرورة إنصاف النساء اللواتي تقمن بهذه الأعمال على حساب حقوقهن في كثير من المجالات.

وأردفت "من هنا إنطلقت فكرة تعزيز الشراكة بين الرجل والمرأة في تنفيذ هذه الأعمال، خاصة وأن كل عائلة أحوج ما تكون اليوم إلى قدرات المرأة الإنتاجية، وأيضا البلد بحاجة إلى قدراتها من أجل تعزيز إقتصاده. فالحق بالعمل هو أحد أهم الحقوق الإقتصادية للنساء ولا ينبغي أن يكون هناك أي عائق يمنعها من التمتع فيه كحقّ لها"، آملة أن يساهم المشروع في تعزيز منطق وعقلية الشراكة بين مجموعة الأزواج الذين شاركوا في التدريب، وأن يصبحوا بالفعل صنّاع تغيير في مجتمعهم في هذا الإطار".

وأوضحت سعيد "مشروعنا إستهدف منطقتين من لبنان: راشيا والشوف، وتم تنفيذه على 3 مراحل مترابطة: المرحلة الأولى كانت إستمارة بحثية شملت عيّنة من 200 عائلة (زوج وزوجة) في كل منطقة، واشتملت على أسئلة حول الحقوق الإقتصادية وأعمال الرعاية وكان الهدف منها قياس مدى وعي الناس لمفهوم الحقوق الإقتصادية وإختبار حجم الشراكة داخل الأسرة. وفي المرحلة الثانية تم إختيار المتدربات والمتدربين من الأزواج، خضعوا للتدريب في كل منطقة على مدى 3 أيام متتالية، يوم مخصص للنساء، وآخر للرجال أما اليوم الثالث فكان مشتركا بين النساء والرجال".

وختمت "هذه التجربة كانت قيمة مضافة وتجربة مميّزة يُبنى عليها للمرحلة المستقبلية، على أمل أن يتزايد عدد الرجال الشركاء الذين يتبنون قضايا حقوق النساء ويناضلون معنا جنباً إلى جنب من أجل تحقيقها".

منذر
خلال اللقاء تحدثت السيدة هلا منذر، إحدى المتدربات في المشروع عن المفاهيم الجديدة التي تعرفوا عليها خلال التدريب، كحق المرأة في التمتع بذمة مالية مستقلة عن الرجل مما يعطيها الحق بالوصول إلى الموارد المالية والتحكم بها بحرية وإستقلالية تعزز ثقتها بنفسها وتفسح المجال أمامها للتقدم في سلم النجاح العلمي والمهني..، ومن الحقوق الإقتصادية أيضا، الحق بالعلم والعمل والتملّك والصحة وغيرها. كما نقلت هذه الدورة مفهوم أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر من إطار الواجب النمطي الى إطار الشراكة بين الرجل والمرأة في رعاية الأسرة وتدبير شؤونها، وذلك من خلال إعادة توزيع مهام الرعاية غير مدفوعة الأجر التي تلقى على عاتق النساء وحدهن، وضمان حصول النساء على عمل يليق بهن، وأن يكون أجرهن مساوٍ لأجر الرجل في المهنة ذاتها.

وعرضت منذر للأثر الإيجابي للتدريب على الصعيد الشخصي والذي تمثل في تعزيز روح الشراكة بينها وبين زوجها في المنزل، "ظهر ذلك من خلال قيامه ببعض المهام التي كان يعتقد أنها من الواجبات الملزِمة للمرأة وحدها. ولقد إنعكست هذه التجربة بشكل إيجابي على الأسرة ككل".

أبو حمدان
بدوره السيد بسام أبو حمدان، أحد المتدربين في المشروع عرض لأبرز ما قدمه التدريب من تعزيز القناعة بأهمية الشراكة في كل التفاصيل العائلية، وبأهمية المساواة في التربية حيث "أن التربية الصحيحة هي التي تعطي الفتاة الحضور وقوة الشخصية والإرادة والصلابة والثقة بالنفس تماماً كما يعطى الصبي، وكل هذا يكوّن فيها الطموح نحو مستقبل أفضل، ويترك لها الخيار في تقرير وجهة وطريق مستقبلها دون حواجز او معوقات بل بتحفيز ودعم دائم خصوصا في هذا الزمن حيث تلعب المرأة دورا محوريا في المجتمع، وتتفوق وتتميز في كل المجالات والتي كانت محصورة سابقا بالرجال".

ونوه أبو حمدان بموضوع الدورة بقوله "هذا التدريب الأول من نوعه في طرحه موضوع جديد بالفعل، فقد سلّط الضوء ولأول مرّة على دورنا كرجال داخل الأسرة وليس فقط خارجها، بعد أن كنا قد تعوّدنا لعقود طويلة مضت أن نتحدث عن دور المرأة في التربية ورعاية الأسرة داخل المنزل، ودور الرجل في الإنتاج وإعالة أسرته".

في ختام اللقاء كانت بعض المداخلات التي أثنت على مضمون المشروع، وعلى أهمية الشراكة بين المرأة والرجل في تقديم أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر.