Advertise here

صفاء الروح

30 تشرين الثاني 2022 14:20:15

بدون مناسبة ومن نزيف جرح الوداع سأكتب إليك أبا حسام ما يحيي ذاكرة الأحبة من رفاق وأصدقاء وأبناء عن عمق الإلتصاق الذي عشناه مع هموم    الناس والدفاع عن الوطن...

في ربيع 1976 كان فائض القوة لدينا قد بلغ شأواً رفيعاً حيث أثبتنا في الحركة الوطنية اللبنانية أن دفاعنا عن أرضنا وحقنا في حياةٍ حرّةٍ كريمة في وطن الأجداد قد تجلى في كبح الغرور وعقدة التفوق والإستئثار والدرجة الأولى من المواطنة قد تراجع عند شركائنا في الوطن...

ولكن المؤشر الحاسم لهذه الجدلية كان يكمن في سرٍ واحدٍ ووحيدٍ هو أن الغرف السوداء عربياً ودولياً لم تكن قد أَطلقت حكمها باْغتيال المشروع الديمقراطي الذي يقوده كمال جنبلاط ورفاقه من أجل بناء دولةٍ مدنيةٍ ديمقراطية في لبنان العربي...

وكانت عاليه حيث قيادتُنا السياسية والعسكرية محجة لكل المناضلين حيث يتلاقون ويأخذون زاد الحكمة والنصيحة من القائد الشهيد...
كنّا هناك بصحبة رفيقين من قطاعنا كمال علي بدر وشريف مهنا هلال حديفة رحمهما الله وفوجئنا برفاقٍ أعزاء من فصيل جباع الشوف أذكر منهم القائد الشهيد أسعد حماد والرفاق حسين اسماعيل وأبوغالب وفيصل هلال وحاتم سليم وسواهم من المناضلين الأباة يستعدون للتبديل في عينطورة المتنية، وفيما فرح النصر والصمود يغمرنا وإذ بيدٍ لطيفة ولسان صادق يلفت إنتباهنا بتحية الرفقة والإنضباط...

وكان اللقاء الأول على خطوط التماس مع الليوتنان رجا حرب...

وفي ذروة البهجة الغامرة لنا والعابقة بكبرياء الرجال وصلابة المبادئ خارج إطار الأنساب وصلة الأرحام... يقترب منّا الشهيد القائد أنور الفطايري رحمه الله ويصطحبنا رجا وأنا باللطف والعزم لمرافقته في سيارته إلى الغابون قريباً من عاليه ليسلّم هدية عنفوان وكرامة مرسلة من المعلّم إلى أحد أعيانها الطيبين... أنهينا الواجب وعدنا وفي الطريق شربنا وتبادلنا كأس الصدق والصداقة والوفاء والإلتزام حتى الرمق الأخير بخط القائد المعلّم في القيم والسياسة حتى الثمالة يومها كما يقال تجلى في نفوسنا ثالوث الرأي الذي حكم علاقاتنا لعشرات السنين وكم نسعد لو أدرجناه جزءاً من تاريخ بسيط للأبناء والرفاق...

ومرّت الأيام وكان الصيف منذ أيار شرّاً مستطيراً حين كشر الطغاة والحاقدون على نهج المعلّم الديمقراطي عن أنيابهم وارتكبوا آثام القضاء على البرنامج الإصلاحي وعملوا هدماً وتدميراً بدأوه في المديرج وصوفر وبحمدون ودماً طاهراً في صليما...
وبقي المرحوم رجا يتدرّج في مهماته وكفاءاته ملتحفاً ظل المعلّم الشهيد متجرعاً كأس النهاية المؤلمة التي ختمت ذلك الصيف بفعل موجة الحقد والإنتقام من أفكار ديمقراطية تطمح للحرية والعدالة وتكافؤ الفرص ورفع علم العروبة عالياً في لبنان.                         رحمك الله أبا حسام