إلغاء الأهداف في كأس العالم: ظُلم أم عدل؟
30 تشرين الثاني 2022
10:09
آخر تحديث:30 تشرين الثاني 202218:44
Article Content
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السير على منهاج جديد في كأس العالم، والاعتماد بشكل أكبر على الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا على أعلى المستويات في عالم الكرة المستديرة، وقد اعتبر مونديال البرازيل 2014 المحطّة الأولى حين استخدمت تقنية التحقّق من عبور الكرة خط المرمى.
بعد أربع سنوات، أي في مونديال روسيا 2018، اكتشف عشاق كرة القدم ابتكاراً جديداً من خلال اعتماد تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد (فار). وفي كأس العالم الحالية، خطفت تقنية "نصف آلية" لكشف التسلّل الأنظار، وباتت الجماهير تتساءل بعد مرور نحو أسبوعين على انطلاق الحدث العالمي: هل هذه التقنية ظالمة أم عادلة؟
لماذا ظالمة؟
تختلف الآراء بين مؤيّد ومعارض لكل تقنية تقتحم عالم كرة القدم، لاسيما أنها تتعلق بالجسم التحكيمي، على اعتبار أن دور الحكم أصبح أقل من السابق، ولو أن القرار النهائي يعود إليه.
وفي ظل الانتقادات التي تعرّضت إليها تقنية الفيديو المساعد، من خلال الوقت الطويل، الذي قد يحتاجه الحكم لاتخاذ قراره، برزت في المونديال الحالي تقنية "التسلل نصف الآلي"، التي لاقت انتقادات أيضاً من الجماهير "العاطفية".
ويعتبر هذا الرأي أن كرة القدم جميلة بأخطائها، ففي السابق تأهلت منتخبات على حساب أخرى من أخطاء تحكيمية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بعض المنتخبات التي أحرزت الألقاب من خلال الأخطاء.
ويشير الرأي ذاته إلى أن أحياناً الأخطاء تُظهر إثارة أكثر في المواجهات، لاسيما الحاسمة، ورغم أن الخطأ قد يصب في مصلحة المنافس، إلا أنه أمر يزيد من المنافسة بين الطرفين.
... ولماذا عادلة؟
الرأي الآخر، يؤكد أن تطوّر كرة القدم على الصعيد الفني، يجب أن يتزامن مع التطوّر الإداري والتحكيمي، ولذلك فإن اقتحام التقنيات الجديدة هو أمر مطلوب وضروري.
ويتسلّح هذه الرأي بأهمية وجود "العدل" في كرة القدم، وإعطاء كل طرف حقّه، حتى يصل من يستحق إلى منصات التتويج، بعيداً من العاطفة، بدليل الظلم الذي تعرّض له المنتخب الإنكليزي في مونديال 1986، حين سجّل الأسطورة الراحل دييغو مارادونا هدفاً بيده.
بين مؤيّد ومعارض لدخول التكنولوجيا عالم كرة القدم، يبقى القرار النهائي للسلطات المعنية، لكن في النهاية، تصب الابتكارات الجديدة في مصلحة هذا المنتخب في بعض الحالات، لكنها تقف ضده في حالات أخرى.