لا يزال سوق العملات الرقمية ينزف ويتكبّد مستثمروه الخسائر الهائلة، جرّاء انهيار منصة التداول بالعملات الرقمية "إف تي أكس - FTX"، ليمتدّ تأثيره السلبي على مقرضي العملات الرقمية والشركات الأخرى. فالهلع سيد الموقف، والدعوات الملحّة لتنظيم القطاع في أسرع وقت، تتوالى!

دعوات رسمية إلى تنظيم القطاع!

وجه صندوق النقد الدولي دعوة عاجلة إلى مختلف الدول الإفريقية من أجل زيادة التنظيم بأسواق العملات الرقمية داخل القارة والتي تعتبر واحدة من أسرع الأسواق نموا فيما يتعلق بصناعة العملات الرقمية عالمياً.

وأضاف الصندوق بأن من أبرز الأسباب التي تستدعي زيادة التنظيم بأسواق العملات الرقمية هو الانهيارات الأخيرة التي شهدتها الأسواق وعلى رأسها انهيار منصة "إف تي إكس" وتأثيره السلبي على أسعار العملات الرقمية وهو ما يتطلب ضرورة العمل على حماية المستهلكين وتنظيم صناعة العملات الرقمية.

وفي الوقت عينه، أكد النقد الدولي على أن مخاطر العملات الرقمية أصبحت واضحة للغاية وأنه حان الوقت لتنظيم هذه الصناعة لإيجاد توازن بين تقليل المخاطر وتعظيم الابتكار وبخاصة مع ترقب قبول استخدام العملات الرقمية كوسيلة للدفع من قبل الحكومات الإفريقية.

وفي نيسان الماضي، نشر صندوق النقد الدولي دراسة صادمة حول العملات الرقمية، حيث كشف الصندوق عن أن جاء استخدام العملات الرقمية يكون أعلى وأكثر انتشارا في البلدان ذات الحكومات الفاسدة. وأوضحت الدراسة بأن استخدام العملات الرقمية يرتبط ارتباطا وثيقا وإيجابيا بتصور أعلى للفساد والمزيد من ضوابط رأس المال.

هل السوق امتصّ الأزمة؟

على الرغم من الإنهيار المدوي للعملات الرقمية، لا يزال البعض متفائلا ويرى أنها عابرة وستمرّ ليعود القطاع وينهض من جديد. وأبرزهم، استراتيجي الأسواق العالمية في منصة التداول متعددة الأصول e-Toro، "بن ليدلر"، الذي يعتبر أن قطاع العملات الرقمية سيتغلّب تدريجيًا على هذه السلسلة من الأزمات الذاتية، قائلاً: و"سوف تنحسر الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي مع اقترابنا من قمة دورة بناء بنك الاحتياطي الفيدرالي".

سلّطت ورقة بحثية نشرها المرشح في قسم الاقتصاد بجامعة هارفارد، "ماثيو فيرانتي"، الضوء على كيفية استخدام البنوك المركزية، عملة البيتكوين BTC، للتحوط من العقوبات المالية من مصدري الاحتياطي النقدي.

جادل فيرانتي بأن هناك ميزة للبنوك المركزية للاحتفاظ بكمية صغيرة من عملات البيتكوين حتى في الظروف العادية. ومع ذلك، عندما يكون هناك خطر التعرض للعقوبات، قال الباحث إنه من المنطقي الاحتفاظ بجزء أكبر من BTC جنباً إلى جنب مع احتياطيات الذهب الخاصة بهم.

هذا وأشار الباحث أيضاً إلى أن الدول التي كانت تواجه مخاطر عقوبات من الولايات المتحدة، زادت حصة احتياطياتها من الذهب أكثر بكثير من الدول التي لديها مخاطر عقوبات أقل. إذا لم تتمكن هذه البنوك المركزية من الحصول على ما يكفي من الذهب للتحوط من مخاطر العقوبات، جادل الباحث بأن احتياطيات البيتكوين هي البديل الأمثل.

من هم الأكثر تضرراً من انهيار FTX؟

مما لا شكّ فيه أن انهيار "إف تي أكس" كان عالمياً وألقى بظلاله على بلدان وقارّات عدّة، ولكن أكثرها تضرراً كانت قارة آسيا. أشار موقع تتبع سوق العملات الرقمية CoinGecko إلى أن كوريا الجنوبية احتلت المرتبة الأولى في عدد المستخدمين الشهريين، حيث حصلت على أكبر حصة حركة بنسبة 6.1%، وتمثل 297229 مستخدماً شهرياً فريداً في المتوسط يزورون موقع FTX.com. قامت حكومة كوريا الجنوبية الآن بتسريع إطارها التنظيمي، قانون الأصول الرقمية الأساسي، المتوقع الانتهاء منه في عام 2023.

هذا ولفت التقرير إلى أن منصات التداول الآسيوية استفادت من انهيار FTX، من خلال زيادة حصتها في السوق. كما اكتسبت "بينانس" حصة في السوق بنسبة 7%، وزادت OKX حصتها بنسبة 1.1% إلى 13% بشكل عام. 

البيتكوين.. إلى 149 ألف دولار؟

وفقًا للبيانات التاريخية، وصلت البيتكوين إلى أدنى مستوى لها قبل 477 يومًا من حدث النصف ثم دخل في اتجاه صعودي. في فترة ما بعد الوصول إلى النصف، في حوالي 1.5 عام، بلغت عملة البيتكوين ذروتها في دورتها الصعودية.