البداية الجديّة، تكون على السّكة الصحيحة المترافقة مع واقع الالتزام الوطنيّ - التّوجه الوطنيّ.
لذلك، كان لا بُد من الأخذ بعين الاعتبار قاعدة المعلّم الشّهيد كمال جنبلاط لموضوع السّيادة وعدم انتهاكها! بالأخصّ أنها تُعتبر أولوية الأولويات بهدف الحِفاظ على نُواة الوجود الوطنيّ الّذي يُحاكي العلاقة السّارية في التّوازن والتّعادل.. بين المواطنين والمسؤولين عند إقدامهم على مخاطبة أنفسهم بأننا أسياد بلادنا، ولا نقبل أبداً الإستسلام للإرادة الخارجيّة.
ربطاً بذلك ، ينبغي عدم التّدخّل في الشّؤون الدّاخليّة، في مؤشرٍ إلى تمسّك البلد بالثّابتة الوطنيّة الجوهريّة القائلة:
"امتلاك القرار السّياديّ الحِرّ"
تِلك الثّابتة من شأنها أن تُحتم اجتماع الأطراف، الأطياف والأفرقاء.. بقصد التعويل على طاولة الحِوار المحصنة باحترام مبدأ الشراكة بين الجميع لخلق التّقارب المدعّم وطنيّاً، بغرض بناء جسوراً من المحبة المعززة بروح المسؤوليّة الوطنيّة، الّتي تُفضي إلى تبادل الأفكار المتناغمة مع التّفاهم الآخويّ لتكريس التّوافق الدّاخليّ.. تليه الوصول إلى قواسم مشتركة المتماشية مع الأهداف الجامعة من قِبل الجِهات الدّاخليّة المستندة إلى ما تراه مناسباً لمصلحة الوطن.
في إشارةٍ إلى تِلك الجِهات، بأنها لو قامت بفتح خطوط سيّاسيّة، اقتصاديّة، ماليّة، ثقافيّة واجتماعيّة
على مستوى العالم يكون لمصلحة البلد وتحصينه وتمتينه من الدّاخل،
وعدم المسّ بسيادته مهما كانت الاسباب. مع الحِرص على العلاقات النّديّة، خاصّةً مع الدّول الجارّة، الشّقيقة والصّديقة..
بهذا الخصوصّ، وبما أننا تطرّقنا إلى العلاقات النّديّة مع الخارج، يُستحسن من الأطراف الدّاخليّة المعنيّة التّمسّك بقواعد الثوابت الوطنيّة والتّعالي عن المصالح الشّخصيّة والمنافع الذّاتيّة! ناهينا عن تحييد البلد عن الصّراعات الخارجيّة الّتي تضّر بمصلحة الوطن وتُغرقه في كثير من الازمات المتفاقمة والخانقة!
الأهم من ذلك الإدارة المحليّة بنفسها تُدير شؤون البلد.
تجنّباً، تفادياً وتحسّباً من الأطماع. وتباعاً، حماية الوطن من كيد الأعداء ورفض المساس بكيان الوطن من حيث قوته، وحدته، عزّته وكرامته.. المنبعثة من ارتفاع منسوب الرّدع بوجه العدوّ اللّدود! الّذي يُنفخ في أبواق الفِتنة! ويُحاول في الوقت عينه ، إقفال أبواب المساعي الرّاعية للوحدة المتكاملة الدّاعية إلى إرساء الاستقرار والأمان. أمام الحكماء، العقلاء والآولياء الصّالحين..
لهذه الغاية، كان لا بُد من الوقوف بوجه أي فِتنة في حال إثارتها! من قِبل المقاتلين، المقاومين والمجاهدين .. الّذين يقفون بشجاعةٍ وبسالةٍ.. ويتصدّون للعدوّ الغاشم..
كذلك الأمر، يتسلّحون بإيمانهم الصادق وإرادتهم الصّلبة وعقيدتهم الدّفاعيّة.. لمواجهة ومحاربة العدوّ اللّعين ! والمتّصل بقوى الأعداء، ذات صِلة الوصل مع إسرائيل المزروعة في منطقة الشرق الأوسط المحتلة لأجزاء كبيرة من أراضي ومناطق في
بعض البلدان العربيّة، الّتي تأتي في طليعة الاحتلال فلسطين، بحيث يقوم العدوّ بقضم الحقوق ويعيث فساداً في المقدسات الدينيّة الإسلاميّة والمسيحيّة! كونه كيان غاصب! الهادف بكلّ مخططاته التآمريّة إلى تقسيم البلاد في المنطقة إلى كيانات متناحرة وتحويلها إلى بؤر أمنيّة.. يُمكنه من السيطرة التّوسعيّة وفرض الهيمنة الاستفزازيّة على منطقتنا.
أمام هذا الواقع، فإنه ينسحب أيضاً على التّحكم في القرارات والاقتصاديّات في بلدان المنطقة، يُخولها من سرقة ثرواتنا ونهب خيراتنا والامتناع عن الاستثمار!
في هذا الصّدد، فإن العامل الفاعل والمؤثر هو الحفاظ على السّيادة نتيجة تحديد الحدود البريّة والبحريّة الّتي تعمل على التحفيز في الإستفادة من الموارد بكلّ أنواعها وكمياتها.. ولا يجوز بتاتاً: إفساح المجال لأحد من الخارج بإستباحة السّيادة الوطنيّة.