نعمت سلوم، الاسم الذي تردد كثيرا على مسامع متابعي إذاعة صوت الجبل بين العامين 1984 و1994 وهي الفترة التي كانت فيها الإذاعة الصوت الوطني الأول قبل توقف الحرب الأهلية وفي السنوات التي تلت عودة السلم الأهلي.
كانت نعمت سلوم واحدة من أبرز العاملين في الإذاعة، وعلى كاهلها ألقيت مهمات إدارية ثقيلة. غالبا ما كانت تتوجه الى عملها تحت وابل القصف من منزلها في العبادية إلى مبنى الإذاعة في شانيه.
كانت الحرب قاسية عليها، إذ خطف الموت والدها في تلك الأيام بانفجار عبوة ناسفة أمام سنترال عاليه حيث كان يعمل. فهو لم ينقطع عن عمله رغم ظروف الحرب، مقدما الخدمات للمواطنين ولو تحت جحيم القصف. ربما تعلمت من والدها التضحية، فكانت تخاطر بحياتها ذهابا وايابا ليبقى صوت الجبل عاليا.
اليوم تغيب نعمت سلوم صاحبة القلب الكبير، الرقيقة، المحبة، الصادقة، وصاحبة الوجه الذي لم تفارقه الابتسامة يوما رغم ما كانت تحمل في قلبها من هموم الحياة القاسية، ورغم الأمراض التي أتعبت جسدها.
أذكر مرة واحدة رأيتها فيها تبكي بمرارة وحرقة، عندما تقرر إقفال الإذاعة. يومها أبكتنا نعمت سلوم جميعنا كما نبكيها اليوم.
ما أقسى فراق الأحبة يا نعمت، فكيف إذا كان الأحبة بمثل صفاتك. نعمت سلوم وداعا.