في مأتم مهيب ودعت بلدة غريفة ابنها البار العميد رجا حرب، حيث تقاطرت الجموع الغفيرة من كل حدب وصوب لوداع هذه القامة الوطنية الشامخة وما تمثله من محطات نضالية هامة في تاريخنا المعاصر.
ودعه الزعيم وليد جنبلاط بالتصفيق الحاد تحية له ووفاء لمسيرته الرائدة وكذلك فعل الحضور في مشهد ملفت ومعبر.
فارس آخر من فرسان الحزب يترجل ويغيب عنا جسدا، ويبقى في القلب والوجدان شعلة كفاح ونضال من أجل التغيير والعبور إلى شاطئ الأمان.
رحل بصمت وهدؤ تاركا في القلب حسرة الغياب ولوعة الفراق.
كان يعلم بدنو أجله واقتراب نفاذ القدر، وهو الذي تحمّل مرضه العضال بالصبر والايمان والتوكل على الله.
وداعا ايها القائد الحكيم الشجاع الذي خاض معارك الجبل والاقليم وبيروت، وحقق الانتصارات ألمدّوية وسجّل اروع ملاحم النضال الوطني.
وداعا يا قائد جيش التحرير الشعبي - قوات الشهيد كمال جنبلاط، جيش المجاهدين الابطال، جيش التقدميين الوطنيين والعروبين الاحرار.
وداعا يارفيق الشهيد أنور الفطايري والمقدم شريف فياض وداوود حامد وتوفيق بركات وعادل سيور وجوزيف القزي وغيرهم الكثير...
وداعا، وما أصعب الوداع على قلوب الأحبة ورفاق الدرب والمسيرة.!
وداعا لمن خاض معركة "سوق الغرب" الشهيرة بعد ان خطط لها مع رفاقه في الحزب ضاربا عرض الحائط بالخطوط الحمر، تلك المعركة التي حركت المسار السياسي العربي والدولي باتجاه "اتفاق الطائف" الذي أنهى الحرب الأليمة في لبنان.
وداعا ياعميد الحرب يوم فرضت الحرب، ويا عميد السلم ايضا والعيش المشترك وعودة المهجرين والمصالحة الكبرى في المختارة التي جمعت الزعيم الوطني وليد جنبلاط والبطريرك صفير.
وداعا رجا حرب القائد الذي عرف بتواضعه ودماثة خلقه ونظافة كفه وتفانيه في العطاء ومحبته لكل الرفاق.
تعازينا القلبية الحارة إلى رئيس الحزب الرفيق وليد جنبلاط، والى رئيس اللقاء الديمقراطي الرفيف تيمور جنبلاط.
تعازينا الحارة إلى أبناء الجبل الاشم، والى أهالي بلدة غريفة الكرام ورجالها الأشداء وابطالها الميامين.
وأخيرا تعازينا الحارة الى افراد أسرته فردا فردا، ولا سيما إلى نجله الرفيق حسام، والى كل الرفاق والانصار.
اما بعد، وداعا ايها القائد العصامي الفذ، وداعا "يا اغلى الناس" كما قال في رثائك الرئيس وليد جنبلاط.
طيب الله ثراك واسكنك فسيح جنانه.