تصدّر الانتصار التاريخي للمنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني (2-1)، في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، العناوين العربية والأجنبية.
وُصِف هذا الانتصار التاريخي، الذي يُعد من أكبر 6 مفاجآت في تاريخ "العرس العالمي"، بالصدمة، المفاجأة المدوّية، ملحمة كروية و"قنبلة سعودية" انفجرت في استاد لوسيل المونديالي، لكن كان لمجموعة ثانية وجهة نظر أخرى.
لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه ووجهة نظره، شرط ألا تتخطى الحدود، فمهما صنّف هذا الانتصار لا يهم. الأهم بالنسبة للسعودية والعرب هو خطف النقاط الكاملة من أنياب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه، والارتقاء إلى صدارة المجموعة الثالثة "الصعبة" بثلاث نقاط، مقابل نقطة يتيمة لكل من المكسيك وبولندا، فيما يقبع المنتخب الأرجنتيني في المركز الأخير من دون أي نقطة.
ليست مفاجأة؟
في عودة سريعة إلى مشوار المنتخب السعودي خلال السنوات الماضية، وتحديداً في تصفيات المونديال الحالي، ندرك تماماً أن "الأخضر" من أفضل المنتخبات حالياً على الساحة الآسيوية، حيث يتسلّح نجومه بـ"مخ" كروي "نظيف"، رغم أنهم يلعبون في الدوري المحلي فقط.
الحضور الذهني لرجال المدير الفني الفرنسي هيرفيه رونار كان واضحاً، إلى جانب الحذر الدفاعي، غير المبالغ فيه، تحديداً في الشوط الثاني، فضلاً عن تألق الحارس محمد العويس، وصولاً إلى الدعم الجماهيري الكبير.
أما بالنسبة إلى الأسماء، فالأكيد أن تشكيلة الأرجنتين أفضل بأشواط من السعودية، لكن على أرض الملعب، كان ممثل العرب الأكثر حضوراً وجاهزية. فلعب بروح قتالية عالية، مع ثنائيات سريعة بين مختلف الخطوط. كما عرف رونار كيف يتعامل مع إصابة النجم سلمان الفرج، الذي خسره "الأخضر" منذ نهاية الشوط الأول.
كل هذه العوامل، تؤكد أن فوز المنتخب السعودي لا يمكن تصنيفه في خانة "المفاجأة"، بالمعنى الرياضي، وذلك بعد هذا الأداء والمسيرة الرائعة، فهو مستحق وعن جدارة، لأن "الأخضر" لعب من أجله، ولم يدخل إلى اللقاء رافعاً "الراية البيضاء".
ماذا بعد الآن؟
بدءاً من اليوم، على المنتخب السعودي وضع هذا الانتصار خلفه، والتفكير في المباراة المقبلة أمام بولندا، السبت المقبل، لأن الخروج بنقطة واحدة على الأقل هو أمر مهم، للاقتراب أكثر من بلوغ دور الـ16.
يبقى الأهم أيضاً، أن يتعامل المدرب مع غياب الثنائي المؤثر سلمان الفرج وياسر الشهراني، لا سيما وأن المنتخب البولندي سيقاتل من أجل الفوز، قبل مواجهة الأرجنتين في الجولة الثالثة الأخيرة.