هل بات التوازن البيئي في لبنان مُختلّاً؟

23 تشرين الثاني 2022 07:44:02

تعتبر البيئة هي العامل الأساسي لوجود الحياة على الأرض، و بدونها لا يمكن أن تكون هناك حياة. تنحدر البيئة في لبنان من سيئ الى أسوأ والمعالجات المعتمدة تبقى دون المستوى المطلوب، ويعتبر التلوث من أبرز المشاكل البيئية في لبنان التي تؤثّر على التوازن البيئي.

يمكن تعريف التوازن البيئي على أنه بقاء مكونات وعناصر البيئة الطبيعية على حالها. ويعتبر الإنسان أكثر مؤثر على البيئة، فقد بدأ الإنسان يغير في البيئة تغييرا كبيرا ويخلّ بالتوازن البيئي منذ أن بدأ ثورته الصناعية وكان لسوء استعمال الأرض أيضا نتائج عديدة. ومع تزايد عدد السكان ونتيجة لاستعمال الناس للآلات والأجهزة التكنولوجية المختلفة تزايد تدخل الإنسان في توازن البيئة، وأخذت التغييرات التي نتجت عن تدخله تتوالى وتتضخّم.

أسباب اختلال التوازن البيئي

وبحسب رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل، تعود أسباب اختلال التوازن البيئي للكثير من العوامل الناتجة عن تدخل الإنسان في النظام البيئي بهدف استمرار الحياة على الكرة الأرضية، فمن أجل أن يستفيد الإنسان من أمور جمّة في الحياة، ساعد بشكل مباشر، أو غير مباشر على اختلال التوازن البيئي، أهمها:

- عملية قطع الأشجار مما يؤدي إلى التصحّر.

- اصطياد الحيوانات.

- الآلات والمعدات الطبية والصحية والعسكرية والصناعية والسيارات وغيرها من الآلات التي تعمل على الوقود.

- استخدام المبيدات الحشرية والمواد العضوية والكيماويات التي تؤثّر بشكل سلبي على الهواء والنبات، فهي ترفع بشكل كبير نسبة الغازات السامة في الهواء.

- الأمطار الحمضية: تُشكِل الأمطار الحمضية تهديدًا كبيرًا للتوازن البيئي لكل من التأثيرات الكلية على النباتات والحيوانات، لا يؤثر المطر الحمضي على المحاصيل والغابات والنظم البيئية المائية سلبًا وحسب، بل تتسبب أيضًا في تعرية الصخور.

- التغير المناخي: يمتلك التغير المناخي دورًا حيويًا ومهمًا في تدمير النظام البيئي؛ إذ تسبب الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى زيادة ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة حموضة المحيطات ممّا يؤدي إلى اختلال توازن النظام البيئي الطبيعي.

- استخدام السفن البحرية وناقلات النفط مما أدى الى تلوث البحار.

- الاتساع والزحف العمراني الذي أدى إلى تقليل الأراضي الزراعية.

- تطاير الأتربة الناعمة عن طريق الرياح والآلات التي صنعها الإنسان.

- التطور التكنولوجي.

- حرائق الغابات.

- استنزاف المياه.

ماذا عن لبنان؟

وكشف الخبير البيئي أن لبنان يعاني بشكل كبير من اختلال التوازن البيئي بسبب ارتفاع نسبة التلوث على جميع الأصعدة، وبخاصة الثروة المائية، فالمياه باتت بمعظمها ملوّثة، والإنفجار البيئي آتٍ. وعلى الرغم من حصول خلل كبير في التوازن البيئي في لبنان، إلّا أنّه لا يزال هناك بقع عديدة محافظة على توازنها البيئي ووضعها البيئي مستقرّ نسبياً. هذا وناشد الجهات المعنيّة لاتخاذ التدابير البيئية الملحّة لإنقاذ البيئة من الدمار الذي يفتك بها يوماً بعد يوم، وتأمين بيئة صحية وآمنة للبشرية.

نتائج اختلال التوازن البيئي

ونتيجةً للتغيير الهائل الذي أحدثه البشر في الحياة على الأرض، والذي تمثّل في استنزاف التنوّع الحيوي، وذلك بهدف تلبية الطلب الزائد على الغذاء، والماء، والوقود والأخشاب، هذه أبرز نتائج اختلال التوازن البيئي:

- ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

- ارتفاع تدفّق النيتروجين التفاعلي بمقدار الضعف، والفوسفور بمقدار ثلاث أضعاف في النظم البيئية الأرضية.

- فُقدان نحو 20% من الشعاب المرجانية حول العالم، وتدهور ما يُقارب 20% منها.

- ارتفاع منسوب مياه المحيطات نتيجة لزيادة معدلات ذوبان الجبال الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي.

- اختفاء الغابات الماطرة، وتقلّص الغطاء النباتي في بعض المناطق.

- تهديد حياة الكثير من الكائنات الحيّة في القطبين الجنوبي والشمالي.