بمناسبة زيارة نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشيان هونغشان، إلى لبنان، نظّمت السفارة الصينية في بيروت مؤتمراً صحافياً بهدف "تقديم إحاطة عن المؤتمر العشرين للحزب"، وأهمية نجاحه وتأثير مقرراته، ليس على "مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية على الداخل الصيني فحسب، بل يتجلّى ذلك بتأثير بعيد المدى في العالم أيضاً حيث يضخ الديناميكية الجديدة لتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين الصين ودول العالم، بما فيها الدول العربية ولبنان"، وفق ما قال هونغشان.
المؤتمر الذي حضره وفد قيادي من الحزب التقدمي الاشتراكي ضمّ أمين السر العام، ظافر ناصر، ومفوّض الخارجية زاهر رعد، وعضوي مجلس القيادة لما حريز ومحمد بصبوص، ومفوض الثقافة فوزي أبوذياب، إلى جانب شخصياتٍ رسمية وعسكرية واقتصادية وإعلامية، وقادة أحزاب لبنانية. افتتح السفير الصيني، تشيان مينجيان، المؤتمر بكلمة ترحيبية قال فيها: "لبنان بلدٌ صديق تقليدي للصين، والعديد من الأصدقاء اللبنانيين يتابعون أخبار الصين وتطور العلاقات الصينية اللبنانية منذ فترة طويلة. وبعد انعقاد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، كان الجميع يرغب في معرفة تفاصيل الاجتماع، متابعين باهتمام موضوع كيفية تطور الصين في المستقبل، وكيفية انسجامها مع العالم".
بدوره هونغشان أكّد أن الصين، "على أتم الاستعداد لتعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة مع الأحزاب الودية اللبنانية لدفع تقدم العلاقات الصينية - اللبنانية إلى الأمام يداً بيد سعياً وراء فوائد أكثر للشعبين، والمساهمة الأكبر لبناء مجتمع المصير لمشترك للبشرية".
وأضاف أنّ الجانب الصيني "مستعد لتقديم ما في وسعه من المساعدة إلى الجانب اللبناني في إطار التعاون الثنائي والتعاون الصيني - العربي الجماعي لتقديم مساهمة أكبر في إحلال السلام والتنمية في لبنان والمنطقة"، مشيراً إلى أنّ الصين "ظلّت على المدى الطويل تقدّم المساعدة من دون شروط سياسية إلى لبنان عبر القناة الثنائية والمتعددة الأطراف لتشمل المساعدة تحسين معيشة الشعب، والبنية التحتية، والثقافة والتعليم، وغيرها من المجالات".
كذلك، أشار إلى "حرص الصين على بذل جهودٍ مشتركة مع لبنان لمواصلة تبادل الدعم الثابت والدفاع عن العدالة والإنصاف في العالم، والمضي قُدُماً بالتعاون العملي المتبادل المنفعة في إطار التشارك في بناء "الحزام والطريق" ليجعل الصداقة الصينية - اللبنانية تحرز مزيداً من النتائج".
وذكّر بأنّه بعد اندلاع جائحة الكورونا، وانفجار مرفأ بيروت، مدّ الجانب الصيني "يد العون في اللحظة الأولى" إلى لبنان من خلال "تقديم المستلزمات الطبية، والهبة الإنسانية لمساعدته على تجاوز الأزمة"، فضلاً عن دعمه "جهود لبنان في حماية سيادة البلاد وسلامة أراضيه واستقلاله".
وقال: "تُعتبر الصين أكبر شريك تجاري للبنان لسنوات متتالية، كما انضمّ لبنان إلى مبادرة "الحزام والطريق"، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في عام 2021"، مشيراً إلى أنّه خلال "الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري تجاوزت نسبة النمو لحجم التبادل التجاري بين البلدين، وحجم الصادرات اللبنانية إلى الصين 80 في المئة عمّا كان عليه في العام الماضي، وهذا الخبر مشجّع ومثير للحماسة".
وفي المقابل، أعرب عن امتنان الجانب الصيني "بكل إخلاص لدعم الجانب اللبناني المتكرر لموقف الصين المشروع في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية".
وأعلن هونغشان أنّ الصين "باعتبارها الشريك الاستراتيجي لدول الشرق الأوسط ستواصل دعم جهود دول المنطقة، ومن ضمنها لبنان، في إيجاد حلول للقضايا الأمنية عبر التضامن والتعاون وبناء إطار أمني إقليمي يتناسب مع الظروف الواقعية للمنطقة، ويراعي مصالح كافة الأطراف".
وأضاف: "ستواصل الصين تدعيم جهود شعب المنطقة في استكشاف الطرق التنموية بإرادة مستقلة، وستواصل لعب دور بنّاء كدولةٍ كبرى في المنطقة".
أضاف هونغشان قائلاً: "خلال السنوات العشر الماضية شهدت القوة الاقتصادية، والقوة العلمية والتكنولوجية، والقوة الوطنية الشاملة للصين طفرة كبرى، وترسّخت مكانة الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم. وشكّلت نسبة حجم الصين الاقتصادي الإجمالي 18,5? من الاقتصاد العالمي، وارتفع معدّل نصيب الفرد من ناتجها المحلي الإجمالي إلى 81,000 يوان، وارتفعت نسبة التحضّر من ?53.1 الى ?64.7 وبلغ معدل عمر السكان المتوقع 78,2 سنة. وتزداد نسبة الفئة المتوسطة الدخل تدريجياً، (وهو ما) انتشل حوالي 100 مليون مواطن ريفي من الفقر، وتمّ إنشاء أكبر منظومة للتربية والتعليم والضمان الاجتماعي والطب والصحة، من حيث الحجم، في العالم. (كما) تمّ وضع هدفٍ متمثلٍ في (منع) وصول انبعاثات الكربون إلى ذروتها، وتحقيق الحياد الكربوني حيث يدعم (ذلك) نسبة النمو بسرعة 6.5 في المائة مع بقاء نسبة استهلاك الطاقة عند 3 في المائة سنوياً".
وأكّد أنّ الحزب الشيوعي الصيني "سيهتم بحل المشاكل الواقعية البارزة في عملية الإصلاح والانفتاح، وبناء التحديثات الاشتراكية في العصر الجديد، للإجابة باستمرار على الأسئلة التي تطرحها الصين والعالم والشعب والعصر، وإعطاء إجابات صحيحة توافق الواقع الصيني ومطالب العصر، والتوصّل إلى معرفة علمية متطابقة مع القانون الموضوعي، وبلورة نتائج نظرية مواكبة لتطور العصر، من أجل توجيه الممارسات الصينية على نحوٍ أفضل".
وسوف ينجز الحزب بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل طبقاً للترتيبات الاستراتيجية العامة على خطوتين: الأولى من عام 2020 إلى عام 2035، سيتحقق فيها التحديث الاشتراكي من حيث الأساس. والثانية من عام 2035 حتى منتصف القرن الحالي، وسوف يُنجَز فيها بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية، ومزدهرة، وديمقراطية، ومتحضرة، ومتناغمة، وجميلة.
في نهاية المؤتمر أجاب هونغشان على أسئلة الحاضرين.