الاستقلال ناقص هذا العام.. تعطيل وفراغ يتكرر منذ 1988

22 تشرين الثاني 2022 14:16:59 - آخر تحديث: 24 تشرين الثاني 2022 16:14:49

مشهد الفراغ الرئاسي ليس جديداً على الساحة اللبنانية بل أصبح سيناريو يتكرر تقريباً مع نهاية كل ولاية، بدءاً من العام 1988 أي أول فراغ رئاسي لبناني بعد ولاية الرئيس أمين الجميل ومروراً بالفراغ الثاني عام 2007 بعد الفشل في إنتخاب خلف للرئيس إميل لحود الممدد له إذ دام الفراغ 6 أشهر وانتهى بانتخاب العماد ميشال سليمان، الذي رافق ولايته أطول فراغ رئاسي مرّ على تاريخ لبنان والذي دام سنتين و5 أشهر وأسفر عنه انتخاب العماد ميشال عون.

اليوم، بات المشهد مشوشاً في ظل غياب نوايا انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتعطيل الذي يرافق كل جلسة رئاسية، مما ينذر بالمزيد من الفوضى والإنهيار في الحياة السياسية والإقتصادية في وقتٍ لم يعد يحتمل اللبنانيون المزيد من الأزمات والتعطيل.
 
22 تشرين الثاني 2022
يحتفل لبنان، هذا العام، بعيد الإستقلال من دون رئيس جمهورية وفي وجود حكومة تصريف أعمال لا تمتلك إمكانية إنتشال لبنان من القعر الذي وصل إليه مع فشل المبادرات المحلية والدولية لانقاذ ما تبقى منه.

بعد ما بلغ الإستحقاق الرئاسي حائطاً مسدوداً، أكّد عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله أنه "في غياب الوعي والتحسس الوطني لعمق الأزمة التي تمر فيها البلاد، يكون الحل بعيداً، إذ تقع مسؤولية الفراغ على من يراهن أنه قادر على الإستمرار في نفس الطريقة المعتمدة منذ سنوات".

أما في ما يخص ذكرى الإستقلال اللبناني، استذكرت عضو تكتل الجمهورية القوية النائبة غادة أيوب، في حديثٍ مع "الأنباء"، بعض المحطات التاريخية التي تضامن فيها اللبنانيون وأسفر عن تضامنهم نتائج إيجابية للبلاد كما حصل عام 1943 حين نال لبنان استقلاله وشددت على اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، إذ لجأت إلى هذه المحطات للدعوة إلى التوحد على المبادئ الأساسية بحيث نضع مصلحة لبنان وسيادته ودستوره أولاً، بهدف تحقيق الإستقلال الفعلي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
 
من يعطل جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية؟
أخفق نواب البرلمان في انتخاب رئيس يسحب لبنان من "جهنم" وليس هناك، حتى اللحظة، اتفاق على اسم موحد من قبل القوى السياسية إذ إن كل جلسة تُعقد، مصيرها محسوم كسابقاتها فأصبح الإستقرار السياسي على الهاوية ولم يعد لبنان قادر على إدارة الأزمات بالشكل الذي اعتاد عليه في السابق.

أما في تعطيل الجلسات، فاعتبرت أيوب أنهم، "ككتلة، يتحملون المسؤولية المعطاة لهم من قبل منتخبيهم ويقومون بدورهم الذي ينص على طرح اسم من الممكن أن تجمع عليه قوى المعارضة، لكن بالمقابل بعض النواب أفرطوا في هذه المسؤولية ولجأوا إلى الورقة البيضاء التي تؤدي إلى مزيد من التدهور على كافة الأصعدة، وختمت بالتعويل على وعي باقي فرقاء المعارضة من أجل العمل على إيصال مرشح قبل فوات الأوان".
 
اليوم، صبيحة ذكرى استقلال لبنان، نحن أمام سيناريوهين: إما أن ندخل دوامة الفراغ الطويل إلى حين الإتفاق داخل البرلمان أو أن ننتظر التسوية من الخارج بحيث يصبح الفراغ محدود المدة.