Advertise here

الفرزلي لحزب الله: آن الأوان لإنهاء الدلع الباسيلي

22 تشرين الثاني 2022 12:44:58

في ظلّ الجمود الذي يعتري "المشهد السياسي" و"الفشل المُتكرّر" لجلسات إنتخاب رئيس جديد الجمهورية، يبقى الركون إلى الرأي السياسي المخضرم لإستشراف ما تحمله الأيّام المقبلة من مُفاجآت وتطوّرات في ظل هواجس تعتري المواطن اللبناني إنْ من الناحيّة الأمنيّة أو الإقتصاديّة في ظلّ التدهور المستمرّ في الوضع المعيشي.

نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، يُحدّد في حوار مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة، مواصفات رئيس الجمهوريّة الجديد والظروف التي يُمكن أن تُنتجه ويسمّي الأشياء بأسمائها فمَن هو الرئيس الذي يراه مُناسباً في هذه المرحلة؟ وبماذا ينصح حزب الله حول كيفيّة التعامل مع رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل؟ 

يعتبر الفرزلي أنّ "مدخل الإنتخابات يجب أن يكون مدخلًا حقيقيًا لوضع البلاد على سكة الخلاص النهائي، وهذا طموح وهدف كبير".

وفق رؤية الفرزلي، فإنّ "أي مُقاربة لمسألة الرئاسة تنطلق من خلفية "مَن هو الشخص" لا تصح، وذلك لإعتبار أن كل طرف من الأطراف السياسية سيتبنّى الشخصية التي تخدم مصالحه، ورؤيته، وتموضعه في السياسية العامة في البلد"، ويضيف "بدايةً وقبل أيّ يجب أنْ يحصل الحوار ومن ثم الإتفاق حول الأفكار والمهامّ الموكلة لرئيس الجمهوريّة في البلد والذي هو رمز وحدة البلد، فالرئيس العتيد يجب أنْ يكون لديه القدرة على ترجمة وتنفيذ المهام التي إتحدَّ وإتفق عليها الجميع".

ومواصفات "الرئيس العتيد"، وفق ما يرى الفرزلي:

أوّلًا، البلد مقسوم الآن إنقساماً عا
مودياً حول مسألة سلاح حزب الله وحول دوره، هنا يتوّجب على الرئيس العتيد أنْ يكون قادرًا على قيادة البلد بإتجّاه مهمة إنتاج إستراتيجية دفاعية تُنظم "العلاقة" بشكل واضح بين المقاومة وبين الدولة اللبنانية، وبخاصة أنه لطالما تردَّدت "الإستراتيجية" على لسان مسؤولين كبار".

ثانيًا، "مسألة ترسيم الحدود مع سوريا"، فترسيم الحدود الشرقية والتي ستنتعكس عمليّا بنتيجة إيجابيّة على ترسيم الحدود الجنوبية، فعندما تحلّ مشكلة الترسيم، تُحل بقيّة المشاكل، كترسيم الحدود البحريّة ومن ثم التفاوض مع الدولة السوريّة بشأن عودة النازحين، والذين هم بدأوا يُشكّلون عبئاً إستراتيجياً على البلد إقتصاديًا، إجتماعيًا، سياسيًّا، وديمغرافيًّا، وهذا أمر لا يجوز أنْ يستمر، فعلى الرئيس العتيد أن يتمتع بقدرة ورغبة على مفاوضة الدولة السورية.

ثالثًا، مسألة النزاع مع المملكة العربية السعودية والخليج، فمن غير المسموح أن يكون لبنان في موقع نزاع أو خلاف مع أيّ من الدول العربيّة وبخاصّة السعوديّة، فيتوَّجب على الرئيس العتيد إعادة صياغة العلاقة مع كافّة دول الخليج، وبخاصة المملكة العربية السعودية.

رابعًا، على الرئيس العتيد حماية "دستور الطائف"، فلا يُمكننا كل دقيقة اللعب" فيه، فلا يمكننا أخذ البلد إلى المجهول".

خامسًا، رئيس يستطيع أن يتعاطى مع كافّة المكونات الطائفية في البلد، دون تجاهل أيّ مكوّن منها كما هو حاصل اليوم مع المكون السنّي".

سادسًا، على رئيس الجمهوريّة العتيد الإلتزام باليمين الذي سيقسمه وتنفيذ الدستور، لا أنْ يمارس التهديم الممنهج وضرب كل مواد الدستور لضرب "الطائف" كما حدث في عهد رئيس الجمهوريّة السابق ميشال عون". 

وعن حرب باسيل على رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة، يعتبر الفرزلي أنّ "كل ما يقوم باسيل هو أمر طبيعي، فهذا جزء من شخصيّته "الغريبة" عن مجتمعنا وثقافتنا وبلدنا، فهو صاحب ثقافة "مدمّرة للبلد"، فهو على خصومة مع أغلبية المكونات السياسيّة في البلد بإستثناء حزب الله".

وحول "لقائه السرّي" مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، يكشف الفرزلي، أنّ "باسيل طلب موعدًا "سريًا" من برّي، وكوْن الأخير رئيس المجلس النيابي وباسيل رئيس كتلة نيابية، أعطاه موعدًا وحافظ على السريّة، وخلال اللقاء طلب باسيل القيام بما يُشبه "الصفقة" والإتفاق على شخصيّة ثالثة وترشيحها للرئاسة، فكان ردّ برّي "هذا الملفّ بيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وأنت الوحيد الذي بقي معك هو نصرالله، إذهب وإتفق معه، وأبلغوني بما تتفقون عليه".

كيف هي علاقة حزب الله مع باسيل في ظلّ تصرّفاته الأخيرة؟ يقول الفرزلي: "قلتها بالفمّ الملآن، وأعيدها وأكرّرها"أستطيع أنْ أتصوّر الآن حجم المرارة التي يعيشها حزب الله من وراء ممارسة باسيل لدوره في الحياة العامة، والذي إستثمر على مدى سنوات عديدة هذا الدعم اللامحدود الذي أعطاه إيّاه "الحزب".
هنا يوجّه الفرزلي نصيحة لـ"حزب الله" بشأن العلاقة مع باسيل، "بالتأكيد لا يحق التدخل في شؤونه الداخليّة فهم أحرار، ولكن أدعوهم بجديّة كاملة وبإخلاص كامل، بأنّه "آن الأوان لإنهاء الدلع الباسيلي"، ويُضيف "حرام ما يتحمّله الحزب من نقمةٍ جرّاء حمايتهم لهذا الدلع".

وفي الختام، يرى "دولة الرئيس"، أنّه لم يعد وقتاُ كثيراً، والأمور ستسلك مسلكها الطبيعي وتؤدّي غايتها ويُنتخب رئيس جديد للجمهوريّة.