Advertise here

المسحراتي والتقاليد الرمضانية

21 أيار 2019 16:22:09

كان المسحراتي في لبنان ظاهرة رمضانية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بليالي رمضان الكريم
يكون المسحراتي، أو الطبال عادة من أبناء الأحياء المحلية
يبدأ المسحراتي قبل الفجر بإيقاظ الصائمين،
كي يتناولوا طعام السحور قبل الامساك علما ان السحور سِنة نبوية أوصي بها..

وكان المسحراتي يضرب بواسطة عصا على طبلة خاصة وينادي النائمين بأسمائهم لأنه هو من أبناء الحي ويعرفهم الواحد تلو الاخر ويقول : يا نائم وحد الدايم.
ابو محمد،ابو محمود، ابوعبد،ابوعفيف،
الحاج علي والحاج احمد،أبو كمال ابو ناصر
وحدوه وحدوه يا نايم وحد الدايم. 

ولم يكن لبنان عامة في العهد العثماني قد تعرف على الساعات والمنبهات كما هو الواقع اليوم لذلك كان المسحراتي عنصراً اساسياً  من عناصر شهر رمضان المبارك.
كان المسحراتي يلبس الطربوش والقنباز والمشاية ومنهم من كان يلبس الجلباب.
تستيقظ الأسرة ويتناول افرادها السحور تقيداً بالسنة النبوية المطهرة وعند اذان الفجر يصلّون في المساجد او في المنازل.

والأمر اللافت للنظر ان اللبناني تميز عبر تاريخه الطويل بالنشاط والجدية وحب العمل دون ملل إذ إنه يستيقظ باكراً كالمعتاد  فمنهم من يذهب باكراً الى عمله والطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم دون ان يمننوا احد ،انهم صائمون، أو انهم لايستطيعون العمل، بل كل الى عمله او وظيفته او مدرسته او جامعته باكراً، في حين ان بعض الشعوب في بعض البلدان العربية لايعملون في شهر رمضان المبارك ،أو إن شعوباً اخرى تبدأ اعمالها ظهراً..

لقد اشار الكثير  من الرحالة الذين زاروا لبنان إلى ان اللبنانيين شعب نشيط  وحضاري ومؤمن ويحب العمل ويكره الكسل، ويحب الضيف ويتميز بالكرم والخصال الحميدة ودائم البسمة ثم يتابع صيامه وعمله كالمعتاد دون ان يظهر تأففاً او ضيقاً من الشهر الفضيل.

لم يعد العيد له نكهة كما في الماضي لان الغني كل يوم عنده عيد و الفقير لا يرى الاعياد وكان اعيان المسلمين في الماضي يولمون الفقراء في رمضان على نفقة الدولة و يهتمون بالرعايا اما اليوم فأصبح الافطار فولكلور  والصلاة تقليد كثرت المساجد وتزينت وكثر الجياع والمحتاجين كان يسود الرحمة في العباد واليوم الانسان اصبح رقم.....
اما اللبناني يقول بأي حال عدت يا عيدُ.

"لقمةٌ في بطن جائع خير من بناء ألف جامع، وخير ممن كساها وألبسها البراقع، وخير ممن قام لله بين ساجد وراكع، وخير ممن جاهد للكفر بسيف مهند قاطع، وخير ممن صام الدهر والحر واقع، فيــــــا بشرى لمن أطعم الجائع".
   الإمام عبد القادر الجيلاني"
    وكذلك الكنائس والمعابد.

فالأزمة الاقتصادية وكيفية العيش وكيف التفكير
 بالهجرة والقلق على العيش
وانتظار الفرج..
هو مسحراتي يوقظ كل مواطن
لا بل المواطن لا ينام..
وسيبقى وطننا.
موطننا جميعاً وارضاه مدينة العلم والعلماء والإيمان والتقوى والفضيلة.
وموطن الأنبياء والقديسين.