Advertise here

هل أصبح اللبنانيون بحاجة إلى "التدرّب على الحياة"؟

18 تشرين الثاني 2022 10:10:00 - آخر تحديث: 18 تشرين الثاني 2022 12:07:08

عنوان جديد لتخّصص جديد برز في الآونة الأخيرة في المجتمع اللبنانيّ، وكأن أفراد هذا المجتمع أصبحوا بحاجة إلى إعادة هيكلة لحياتهم الجديدة التي فُرضت عليهم كأمر واقع نتيجة التدهور الإقتصادي والمالي والاجتماعي الذي حصل للبلد فجأةً وبغفلةٍ عنهم، والذي أجبرهم على تغيير نظام وأسلوب حياتهم اليومي المعتاد والروتينيّ، إن كان من النواحي الاقتصادية أو الإجتماعية أو حتى العائلية-المنزلية. 

بالتالي وجد بعض اللبنانيين أنفسهم غير قادرين على التأقلم التلقائي أو السريع للوضع المستجد، وأنّهم بحاجةٍ للّجوء إلى "مدرب حياة " life coach يساعدهم على استيعاب وتلقّف هذا الطارئ الجديد وإعادة هيكلة وتصويب لأهداف جديدة، والتخلي عن القديمة منها، وتعلّم الوقوف من جديد والاستمرار بالتقدم رغم الصعاب، حتى لا تتحول المشكلة وتصبح أزمة نفسية يعاني منها كل لبناني نتيجةً لرزوحه تحت الضغوط المادية التي طرأت عليه فجأةً، فجعلته يغيّر أهدافه ومخططاته للمستقبل، كما وجعلته عاجزاً عن تحقيقها في ظل هذه الظروف.

إذا هل التدريب على الحياة يعتبر مستجِد إيجابي أم سلبي؟

الباحثة المتخصصة في تأثير التأمل على الإبداع وباحثة في مجال برمجة العقل الباطن Meta-coach
Hypno-theta healer, رلى شمس الدين الحلبي شرحت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية أهمية خضوع الفرد لهكذا تدريبات، وكيف تمكنه وتساعده على التأقلم، بالتالي التقبُّل ووضع أهداف جديدة.
ولكن مَن يكون مدرب الحياة؟ تجيب شمس الدين: "مدرب الحياة هو شخص يساعد الأفراد على تحسين جودة حياتهم من خلال وضع أهداف مستقبلية تخدم رسالتهم في الحياة، بالتالي تقسيم هذه الأهداف إلى خطى مُدرَكة أو مُقاسة حسب نمط كل شخص، وتحقيقها هدف تلوَ الآخر، وأيضا توصيلهم إلى مؤشر يستطيع أن يدلهم على مدى سرعتهم في تحقيق أهدافهم".

أما عن إنعكاسات هذا التدريب على المتدرب؟ وما هي النتائج المتوقعة بالنسبة لمستقبله بعد خضوعه للتدريب؟ تقول: "المتدرب يتلقى هذه التعليمات من خلال تحسين جودة حياته، فيكتشف مبادءه، قيَمه، نقاط قوّته وشغفه للوصول إلى رسالته بالحياة أي (هدفه)، بالتالي المضيّ قدماً، فيخلق عنده شعوراً بالرّضى عن الذات نتيجةً لإنجازاته التي تحققت، فيتبعه شعور بالسعادة أكثر، ثقة بالنفس أكبر، حسن تصرف، سواءً مع النفس أو مع الآخرين، لأنه يكون قد توصّل إلى معرفة "قدراته الأربعة": القوتين الداخليّتين ( أفكاره ومشاعره).
والقوتين الخارجيتين ( كلامه وسلوكه) يتعاطى بهما مع عالمه الخارجي".

أما عمّا اذا كان هناك أوجه تلاق أم اختلاف بين التدريب على الحياة والعلاج النفسي؟ فقالت: "علم النفس والتدريب الحياتي يلتقيان بنقطة واحدة هي "قيادة الشخص ودعوته لاستنباط الحلول". أما وجه الاختلاف فهو: أنّ العلاج النفسي يتوقف على "الماضي" (أي الصدمات والمخاوف...) التي أحضرَتهم تجارب الشخص، فتصبح ما يسمى (بالمعتقدات المعرقلة) والتي ما زال عالقاً بها في الماضي. والعلاج هنا يكون بالعمل على التَّحرّر منها.

أما التدريب على الحياة فيتجه باتجاه "المستقبل". فالمدخل لهذا العلم يكون، بكيف هي الصورة التي يودّ الشخص رؤية نفسه بها في المستقبل؟!".
   
ختاماً، يبقى الأمل بتحقيق نجاحاتٍ علّنا نحصدها مستقبلاً في وطننا لبنان، وليس خارجه.