"اثنتا عشرة حياة.."، عنوان كتاب مستوحى من واقع وجود اثني عشر شهرًا في كلّ عام من أعمارنا، ليقال لنا من خلاله إنّنا قادرون على العيش اثنتي عشرة حياةً مختلفة في العام الواحد، أي التّجديد في حياتنا كلّ شهر على الأقل.
في هذا الكتاب الصّادر حديثًا عن دار "أوستن ماكولوي للنّشر" في الشّارقة، للكاتب والرّوائي اللبناني يوسف البعيني، نتعرّف إلى اثني عشر فصلًا، وإلى ثلاثة أقسام في كلّ فصل، يتناول أحدها أهميّة التّفكير الإيجابي في حياتنا، ولمسات التّغيير التي يمكننا إدخالها إلى شخصيّاتنا لتنميتها وتحصينها، وكيفيّة السّير نحو حياة أكثر هناءة، ونحو النّجاح والتطوّر مهما قست علينا الظّروف، مع الاستشهاد بقصص واقعيّة من تجارب النّاس وما يعايشونه في يوميّاتهم العاديّة. كما يتناول القسمان الآخران في كلّ فصل، جمال الطّبيعة وأسرارها، والحبّ ورمزَي الحياة المرأة والرّجل، بأسلوب وصف وجمل أدبيّة آسرة استقت من الجمال خفاياه، لتحمل القارئ إلى عالم مخفّف لأوجاعه ومحفّز له إلى التّفتيش عن الصّورة الجميلة المتفائلة بالحياة بشكل مستمرّ..
أكثر من سبعين عنوانًا وضعها المؤلّف أمامنا في هذا الكتاب، ليرشدنا عبرها إلى حياة هانئة ومتوازنة، وندرك معها أنّ "كلّ يوم في حياتنا هو بداية لها، وكلّ آهٍ يجب أن تكون للإعجاب لا للوجع والتشكّي، وكلّ تردّد يزيدنا ضعفًا وفشلًا، وكلّ أنا تحرمنا الرّاحة والابتسامة، وكلّ شعور بالنّقص ينقّص من آمالنا، وكلّ تفكير ناضج يزيدنا رقيًّا ومكانة".
يتطرّق الكتاب إلى موضوعات هي من صلب حياتنا، فيدلّنا إلى طريقة "إعادة تكوين الذّات وتحصينها، وإلى مكامن القوّة والضّعف فينا، وكيفيّة امتلاك الرّؤيا الأكثر وضوحًا في مسيرة أيّامنا، والابتعاد عن الحالات المَرَضيّة التي تسكن النّفوس". يعرّفنا أيضًا إلى "مفاعيل التّفكير الإيجابي لتحقيق نجاحنا، وكيف أنّ التّجارب والمعرفة تحصّن خطواتنا وقراراتنا أكثر". يحدّثنا عن "أهميّة العطاء في حياتنا، وكيف أنّ تحمّل المسؤوليّة هو جوهر التّربية". كما يذكّرنا بأنّ "قيمة الإنسان هي بمبادئه، وبـتزويد النّفس بما يليق بها"، فيدعونا إلى "الانسجام مع قناعاتنا، وإلى اقتناص لحظات السّعادة، وإتقان صناعة الفرح، لتبقى حياتنا مبتهجة، وتبقى الابتسامة الدّائمة حياة متجدّدة"، وغيرها من المسائل التي عرضها المؤلّف بأسلوب مبسّط ومريح للقارئ.
