Advertise here

أولوية نتانياهو

16 تشرين الثاني 2022 15:48:29

بعد تسلّمه التكليف بتشكيل الحكومة في دولة الاحتلال والارهاب اسرائيل أعلن بنيامين نتانياهو: ".... حل الصراع مع الفلسطينيين ليس أولوية ولن يكون مستقلاً، بل كجزء من حل أوسع مع العرب أولاً، سنسعى الى مزيد من " اتفاقيات السلام " لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي باعتبار أن ذلك سيكون مقدمة لإنهائه مع الفلسطينيين " هذه عملية انقلابية مزدوجة:

1- اسرائيلية أولاً في محاولة لغسل أدمغة الناس وقلب الوقائع والحقائق . فالصراع العربي – الاسرائيلي سببه الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وتهديد أمن واستقرار المنطقة كلها بدعم أميركي استعماري غربي . وبالتالي، يقول المنطق بضرورة معالجة السبب المباشر.

وهذا يعني أولاً الإقرار بحق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على الأقل تنفيذاً للقرارات الدولية ثم الذهاب الى علاقات مع الآخرين، اللهم إذا أرادوا، مع العلم أنني شخصياً مقتنع بأن سبب كل ما يجري في المنطقة هو اسرائيل واحتلالها فلسطين، والهدف هو فلسطين والمحيط أي الدول العربية، ولتذكير من يتناسون أو يتجاهلون هذه الحقيقة والذين يعتبرون أن إيران هي العدو والسبب المباشر اليوم لكل ما يجري من تدخلات أجنبية وتحت هذا العنوان ذهبوا الى اسرائيل وكأن ليس ثمة ولم يكن ثمة تدخلات أجنبية في كل شاردة وواردة في دول هؤلاء وغيرها من الدول من قبل الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين ومراكز غربية أخرى واسرائيل بطرق ووسائل وأدوات وأساليب مختلفة، إضافة الى أن الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين وما خلّفه من نتائج كارثية في احتلال أراض عربية أخرى في سوريا ومصر والأردن ولبنان كان قائماً قبل ايام الحكم الايراني الحالي وبالتحديد عندما كان الشاه. والشاه كان صديقاً وحليفاً لكثيرين من العرب، أقول هذا ليس دفاعاً عن النظام الايراني الحالي بل تأكيداً لوقائع وحقائق التاريخ كي لا نقع فريسة الخبث الاسرائيلي في السيطرة على عقولنا وقتل ذاكرتنا والبناء على الأكاذيب لتبرير وشرعنة الاحتلال وممارساته وتجاوز كل القيم الأخلاقية والقانونية والانسانية التي تنتهجها اسرائيل متحدية كل العالم ومؤسساته الدولية المعنية بذلك ورأياً عاماً يتنامى في عدد كبير من الدول متضامناً مع حق الشعب الفلسطيني رافضاً سياسة التوسع والاستيطان والقتل الجماعي واستهداف الحريات والصحافيين لقلب الحقائق وطمسها . وما يقوم به الفلسطينيون في تمسكهم بحقهم وتاريخهم ودماء شهدائهم وتضحياتهم وشعاراتهم وأرضهم ظاهرة استثنائية في تاريخ الشعوب لم نشهد لها مثيلاً .

2- هي عملية انقلابية عربية على القرارات الجماعية التي اكد عليها ممثلو الدول العربية بالإجماع في بيانهم الأخير في القمة العربية التي عقدت في الجزائر أوائل الشهر الحالي، أعني المبادرة العربية، مبادرة بيروت التي أقرت عام 2002، بعض العرب انقلب عليها منذ زمن طويل، ولكن التأكيد عليها اليوم يتناقض مع ما يقوله نتانياهو ويلاقيه فيه المنقلبون العرب، المبادرة تقول: يمكن إقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل بعد حل القضية الفلسطينية والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وفق قرارات الشرعية الدولية ...

فهل تحقق شيئ من ذلك حتى نرى هذه الهرولة نحو اسرائيل ؟؟ للأسف نتانياهو والإرهابيون الاسرائيليون أسسوا لإنقلابهم على أسس الانقلاب العربي، لكن فلسطين تبقى فلسطين ولن يكون أمن وسلام واستقرار في أي دولة من دولنا دون حل قضيتها بشكل عادل ...