Advertise here

لقاء نيابي تشاوري على طريق الرئاسة.. فهل من موقف؟

15 تشرين الثاني 2022 08:54:19 - آخر تحديث: 15 تشرين الثاني 2022 09:46:58

كما يبدو أنَّ أمل لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية باتَ مستعصياً بالمدى القريب، إذ إنَّ عدم التوافق بين الكتل والإنقسام الواضح بين النواب "التغييرين" يشكّلان عائقاً جدّياً أمام الوصول إلى مرشحٍ توافقي، ووفقاً لهذا الوضع فإنَّ الفراغ سيّد الموقف اذا ما بقيت الطرق الداخلية للاستحقاق الرئاسي ولتشكيل الحكومة مقفلة.

وعلى الرّغم من كلّ المساعي التي تقوم بها الكتل والمبادرات بهدف إبقاء التواصل قائماً للإلتقاء على إسمٍ يحملُ المواصفات المطلوبة، يبقى المُلفت هو الإختلافات العميقة الموجودة لدى نواب "التغيير" والتي ظهرت إلى العلن بعد محاولات عدّة لإخفائها، أو حلحلتها، إلّا أنّها باءت بالفشل، في وقتٍ سيطرَ الإنقسام الواضح في صفوف "التغييرين"، إذ تجلّى في مواقف البعض منهم من خلال تغريدةٍ من هنا، وتصريحٍ من هناك، ما "زادَ الطين بلّة" لناحية ترقيع صورة الانسجام المزّيف بين نواب التكتلّ الواحد. 

إلّا أنَّ هذا الإرتباك غير المبرر بآراء من يعتبرون أنفسهم جزءً من المعارضة يشكّل عرقلة إضافية لمسار انتخاب رئيس للجمهورية،إذ إنَّ فريق 8 آذار لم يُصرّح عن مرّشحه، إذا وجد، ليمتدّ سيناريو جلسات انتخاب الرئيس عبر فضّ نصاب الدورة الثانية، إلّا أنَّ السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة هو حقيقة الخوف الذي يعتري هؤلاء النواب من تبنّي ترشيح النائب ميشال معوَّض، وطرح أسماء جديدة، أصحابها لا يريدون خوض تجربة الترّشح أو مخاطرة حرق إسمهم، كما يصفها البعض.

إلى ذلك، وعلى بعد يومين من الجلسة السادسة لانتخاب رئيس، يعقد الثلاثاء لقاءً تشاورياً يضمّ حوالي 30 نائباً من تكتل التغييريين والكتائب اللبنانية وكتلة "تجدد" ونواب مستقلون، للبحث المعمّق بحيثيات جلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس، إلّا أنَّ من الملفت غياب كلّ من كتلة "اللقاء الديمقراطي" و"الجمهورية القوية".

وفي السياق، يشير عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله إلى أنَّ "الكتلة ليست معنيّة بهكذا لقاءات".

ويؤكد عبدالله في حديثٍ لـ"الأنباء" أنَّ "لا حلّ حتّى الساعة للمواضيع العالقة بما يتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية، وبذلك فإنَّ جلسة الخميس فارغة المضمون كسابقاتها".

أمّا النائب غسان سكاف، فيوضح أنَّ "اللقاء سيتناول موضوع تشريع الضرورة، كما والانتخابات الرئاسية بصورةٍ واضحة، من ناحية الخطوات اللاحقة في الأسابيع المُقبلة مع بارقة أمل بالولوج الى نتيجة إيجابية وموقف موحد".

وإذ يُبرر سكاف في حديثٍ لـ"الأنباء" غياب كلّ من أطراف المعارضة أيّ "اللقاء الديمقراطي" و"الجمهورية القوّية" عن اللقاء، بالقول إنَّ "الاجتماعَ محصورٌ بالنواب المستقلّين فقط، بغية إتخاذ قرار مستقلّ"، فإنه يؤكّد أنَّ "المعارضة فريق واحد وبذلك يمكن لأي فريق الالتقاء معنا في حال توّفر قواسم مشتركة".

ويتطّرق سكاف إلى جلسة الخميس، مشدّداً على أنَّ "طرح الأسماء بطريقة عشوائية واعتماد خيار الورقة البيضاء يدخلان في إطار بعثرة الأصوات وترّدد الفريق الآخر لطرح إسم جدّي، إلّا أنَّ عرقلة الجلسات لا تقتصر على ذلك، بل إنَّ السبب الأساسي يعود إلى تطيير النصاب، كما حصل في جميع الجلسات السابقة".

ويدعو سكاف في ختام حديثه إلى أن "تكون هذه المبارزة ديمقراطية ومتعدّدة المرّشحين، عوضاً عن كونها مبارزة مفتوحة هدفها تطيير النصاب".

وعليه، فإنَّ لا رئيس جديد للجمهورية في الأمد القريب، في ظلّ غياب التوافق بين الفريق الواحد، والتبعثر الحاصل داخل المجلس النيابي ككلّ، لذا فالمطلوب تقارب وجهات النظر وتوحيد رأي صريح لإنقاذ لبنان ومؤسساته من عتمة الفراغ.