Advertise here

خليّة معراب والتقدمي: دعم معوّض ورفض "رئيس المُمانَعة"

14 تشرين الثاني 2022 07:30:00

تتخذ الاجتماعات المستمرة بوتيرة دينامية في معراب بين "القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الاشتراكي، طابعاً تنسيقياً هادفاً إلى متابعة التطورات المنبثقة عن جلسات الانتخابات الرئاسية. وتتحوّل اللقاءات إلى "ماكينة انتخابية" توضع خلالها مضامين أوراق الاقتراع على الطاولة، مع تدوين ملاحظات أساسية حول نقاط التقدّم المحرزة وكيفية مقاربة الجلسات المقبلة. ويأتي اللقاء الحديث الذي انعقد حديثاً بين رئيس "القوات" سمير جعجع وموفد التقدمي النائب وائل أبو فاعور، في إطار الاجتماعات التقويمية المستمرّة بعد الجلسات الرئاسية كنوع من قراءة مستجدات معطى الجلسة الماضية بين حزبين أساسيين يضاف إليهما كوكبة حلفاء على اقتناع بخيار رئاسي مماثل.

وتعتبر الاستراتيجية التشاورية مسألة طبيعية وفق تأكيد مقاربة "القوات"، إضافة إلى الاجتماعات النيابية التي تعقد بين تكتلات معارضة ونواب مستقلين كان آخرها لقاء بيت الكتائب بالصيفي. وتهدف الحلقات التنسيقية للوصول إلى "ماكينة انتخابية مركزية كبرى" تجمع القوى السيادية على تنوعها، بهدف الوصول إلى عدد أكبر من الأصوات المؤيدة للمشروع الذي يمثّله النائب ميشال معوض. وهنا، تعكس اللقاءات الدورية المضيّ في نظرة ثابتة قوامها التأكيد على أسس الترشيح القائمة وعدم السير بخيارات رئاسية مناوئة كالذهاب إلى تسوية تفضي إلى انتخاب رئيس عشوائي. 

ويتركّز التواصل المكوكي بين التقدمي و"القوات" بشكل أساسي حول استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية وسط تنسيق أدى إلى اختيار دعم معوّض، في ظلّ التمسك بمؤهلات ترشيح مماثل وإدراك مدى خطورة التوقيت الانتخابي ودقّته بما يحتّم الثبات على موقف القوى السيادية. وهذا ما يُستشعر على نطاق موقف التقدمي المتمثل بالتأكيد على معوض والذهاب إلى معركة ديموقراطية بحضوره خلافاً لما يشاع على نطاق بعض التحليلات المتداولة اعلامياً عن تحرّك غايته العمل على إقناع رئيس التقدمي وليد جنبلاط بتأييد رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية في الفترة المقبلة كمعطى غير دقيق لا يمت إلى الوقائع بصلة استناداً إلى ما انبثق عن لقاء معراب. ولم يبحث اللقاء الحديث بين رئاسة "القوات" وموفد التقدمي في خيارات إضافية رئاسياً مع الاستمرار بدعم التوجه الأساسي الذي لم يتخذ للمناورة أو الحرق أو القفز إلى احتمالات. ويظهر للحزبين صوابية السير بخيار معوض الذي لم يستنفد، وسط القدرة على زيادة الأصوات المقترعة لمصلحته واستمرار مؤشرات المنحى التصاعدي بالارتفاع.

إلى ذلك، يفصّل عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور لـ"النهار" ثلاث خلاصات منبثقة عن الاجتماع، كالآتي: "أولاً، الاستمرار في دعم ترشيح معوض باعتباره الخيار الأنسب الذي نرى فيه تعبيراً فعلياً عن القناعات، وشخصية يمكن أن تمثّل وجهة نظرنا حول كيفية اختيار رئيس للجمهورية. ثانيا، الاتفاق على العمل الجديّ من أجل توسيع القاعدة الانتخابية ومستوى الدعم للمرشح معوض وسط اتجاهين؛ النواب السنة في الشمال وبيروت وبعض نواب الحراك  مع استمرار التواصل معهم من جهتنا أو من خلال معوض شخصياً. ثالثاً، الانفتاح على إذا كان هناك خيار تسووي وفاقي معيّن باشتراط أن يكون الرئيس الوفاقي جدياً لا مموّهاً بالوفاق ومحسوباً على الطرف الآخر".

ويؤكد أبو فاعور "أننا تباحثنا في كلّ الخيارات من دون دخول في تفاصيل الأسماء، وهذا موضوع تشاور دائم بيننا وبين القوات"، منوّهاً بما حصل "من تطور ايجابي في الجلسة الماضية سواء لجهة بعض نواب الحراك أو النواب المستقلين الذين منحوا أصواتهم لمعوض بما أدى إلى ارتفاع عدد المقترعين له. ونحن مستمرون في العمل بين خميس وآخر ونتوقع ايجابيات طالما ان القاعدة الانتخابية المؤيدة تنمو وإن ببطء؛ لكنها مستمرة في النمو".

وبدوره، يضيء الوزير السابق ريشارد قيومجيان لـ"النهار" على "التوافق القائم مع التقدمي الاشتراكي حيال وجهة المعركة مع دعم من الجانبين وبكل الطاقات للمرشح معوض ومحاولة استقطاب المزيد من الأصوات لمصلحته رغم تعطيل النصاب من الفريق المقابل؛ لكن الاستراتيجية الدينامية تتيح التقدّم باتجاه 65 صوتاً بما يجعل المحور السيادي أمام موقع أقوى رئاسياً. وهي دينامية منعكسة لمصلحة كلّ الفريق السيادي طالما أن معوض يتمتع بقوة دينامية تضع السياديين في محطة متقدمة، بما يؤكد أن ترشيحه جديّ وليس للمناورة مع امتلاكه المقومات لينتخب رئيساً".

ويلفت قيومجيان إلى أن "الصورة الحالية تظهر اتفاقاً على التنسيق حول الخطوات المقبلة مع التقدمي، كما مع المرشح معوض والأحزاب المعارضة الأخرى وسط تقويم للمعركة، وأين أصبحت. وهي أثبتت حتى اللحظة ايجابيتها بمعنى أن يكون فريق لديه طرح ومرشح يعكس المشروع بايجابية كبرى. وتبقى الصعوبة قائمة مع جزء من النواب التغييريين الذين تفوتهم مسألة أن منطق الائتلاف قائم بين قوى سياسية مختلفة؛ ومن الأمثلة، التعددية الحزبية القائمة في اسرائيل وسط حضور أحزاب كبيرة وصغيرة ومتوسطة الحجم. ويصار إلى إحداث ائتلافات للقدرة على الحكم مع قوى لا تتوافق ربما على كلّ الطروحات".

ويستنتج قيومجيان أنه "يُستوجب أن تكون المرونة قائمة للوصول إلى حلول وسط مجموعة ترشّح معوض مع خطة واضحة، في مقابل قطع الطريق أمام العودة إلى رئيس على نمط تجربتي إميل لحود أو ميشال عون كأمثلة ذكرها الأمين العام لـ"حزب الله" الذي يدفع راهناً باتجاه مصالحة فرنجية - باسيل على أساس انتخاب فرنجية الذي بات واضحاً أنه مرشح "حزب الله" رغم غياب الاعلان السريع عن ذلك".