الرّؤية الوطنيّة النّاصريّة للخروج بموقف موحد بالغ الأهميّة

11 تشرين الثاني 2022 17:12:52 - آخر تحديث: 11 تشرين الثاني 2022 17:57:16

البداية، مع البّصِير في فلك التّفكير، النّصِير في قوّة الإدراك..

بالتّالي، ومن موقع النّاصريّ المقتدر السّاري مع نقطة الارتكاز المتبلورة في رمز وحدة الوطن ووحدة الشّعب الممثّلة بالرّئيس جمال عبد النّاصر الّذي تربّى على حبّ البشريّة وحبّ الإنسانيّة.. مع التّأكيد على وقائع التّسجيل في سجله المتضمّن عنوان "الشرفاء العرب والأحرار في العالم" 

وفقاً لتألّق حقيقته الرّاميّة إلى إحساسه الوطني المرتبط بالمسؤوليّة التّاريخيّة منذ ذلك الحين، لدى جمهوريّة مصر العربيّة - مصر عبد النّاصر . حقيقته تلك خلصت إلى محور الالتفاتة المتجلّية بوحدته الوطنيّة والمتّسمة مع مزيّة من جماليّة مزاياه النّاصريّة.. المتناغمة مع تركته البصمات المنيرة المرئيّة.. المحصّنة في إرث البنيان المرصوص المسمّى بالحركة النّاصريّة المصحوبة بالإيمان، على أنّنا شعبٌ حيّ! تُظلّله الطّبقة السّياسيّة الحاكمة بحكمتها العادلة وحنكتها الحميدة.. المتعلّقة بإدارة أمور البلد، الدّاعية لتلبية دعوة وطنيّة وصوت داخليّ! المقتبس من فضائل العقل والخلق الّتي مهّدت لقيامها، بغرض الوحدة الوطنيّة الثّابتة على الدّهر، فيما تُتيحه من قدوةٍ على تحقيق وحدة المّوقف الصادق، المُتآتي من روحيّة التّوافق، التّلاقي، التّحالف، التّآلف، التّكاتف، التّكافل، التّكامل، التّحاور، التّواصل، التّفاهم، التّعادل والتّوحيد.. وما يستتبع هذا التّوحيد من توحيد المّوقف، الكلمة والرّؤية. الرّاعية للنّظام الّذي يُراعي العدالة. من شأنها، انتظام العمل المؤسساتيّ لحماية مشروع الدّولة والحفاظ على مؤسساتها، الكفيلة بتوفير الاستقرار السّياسيّ، الاقتصاديّ والاجتماعيّ..

بالمقابل، انطلاقاً من المحطة التّاريخيّة الحافلة بشكل عامّ بالعهد النّاصريّ. ومن تلقاء مبادرتي بقصد الاستكشاف والاستطلاع في صحائف الفضاء النّاصريّ، بمؤشر جادٍ لا يُستهان به من حيث نقائه وصفائه.. باعتبار الزّعيم جمال عبد النّاصر هو:
(الجميل في هويته العربيّة - الكميل في وحدته الوطنيّة).

إزاء ذلك، فإن هذا الأمر مدار بحثٍ حول الرّؤية النّاصريّة المتجانسة مع لزوم الوحدة الوطنيّة، الّتي كانت من أبرز السّمات الأساسيّة لدى الرّئيس جمال عبد النّاصر، المترافقة مع قابليّة التّرجمة الفعليّة بصمود الوحدة الدّاخليّة من أجل مصلحة البلد المصحوبة بالمصالح الحيويّة والنابعة من الفعاليّة الجماعيّة، الّذين يشتغلون بيد واحدة - دولة واحدة. لصون وحماية البلد. مع التركيز على الآخذ بعين الاعتبار التّوافق الّذي ينطبق لزوماً على الكلّ. 

كلّ ذلك، يستند إلى الصّفوف الموحدة المندمجة مع توحيد موقفهم، كلمتهم ورؤيتهم. على أساس القاعدة الثابتة "الاتحاد قوّة"
الّذي يخلق حالة ارتياح وليس ارتياب مهما طرأت أحوال صعبة! 

علماً، بأن الاتحاد يكسر ويُحطم مقولة التّقسيم، التّفرقة، التّشرذم والتّفتيت.. إلى جانب المقولة القائلة بأن الوفاق عمار - الخلاف دمار.

الجدير بالذكر، بأن الاتحاد يكسر ويُحطم الداعمة البارزة في دعائم التّقسيم، التّفرقة، التّشرذم والتّفتيت.. خصوصاً مع وجود نوايا الأطراف الصافية الّتي يُبنى عليها لتكون جِسر عبور بين كلّ المكونات.
 
يلي ذلك، الانفتاح على الجميع والتّعاطي بإيجابيّة لإيجاد قواسم مشتركة ضِمن الإطار لآلية التّنسيق والتّعاون مع الجميع وسط التّوازي لترسيخ الخطوات العملانيّة، لتسخير التّوازن للدور الوطنيّ الجامع وتوحيد الشّعب، لكي لا يستطيع أحد الإساءة لصورة الوطن.

حِيال ذلك، على أثر بُروز العمل يد واحدة - صوت واحد - قلب واحد..
بذلك، لا يُمكن التّفريط في أي شخصيّة من القوى السّياسيّة، المدنيّة والأمنيّة. 
أيضاً، لا يُمكن التّفريط في أي من الأفرقاء السّياسيين! البعيدين عن الاصطفافات الحادة! خاصّةً بأن هناك مسؤوليّة وطنيّة ملقاةٌ على عاتق الجميع حتى لا تكون عرضةٌ للتاثير والتدخّل! 

للتوضيح، فإن هذا الأمر رأيناه في الرّئيس جمال عبد النّاصر الّذي لا يجمع في شخصه كلّ السلطات! 
بل كان الرّئيس التّوافقي الّذي يجمع ولا يُفرق! ويُتصف بأنه الرّجل المنفتح والرّجل الحواريّ.. لا يستفز أحداً ! لأنه لم يكن في حياته السّياسيّة الرّئيس الاستفزازي! بل كان يشهد له تقدّماً كبيراً، فيما يتعلّق بتصويبه الأمور لمصلحة الشّعب، مع علم المعرفة بأن الرّئيس النّاصريّ كان قادراً على الإمسّاك بالعصا من النّصف، ويسعى دوماً لكسر الجمود الحاصل وفضّ الاشتباك السّياسيّ بين كلّ القوى الممثّلة بالسلطة.. 

ربطاً بذلك، اللّأفت في الرّؤية النّاصريّة للموقف الموحد البالغ الأهميّة، موقف المتحدين لاختزال المشهد الوطنيّ الجامع والمتماشي مع المشروع السّياسيّ الّذي آمن به الرّئيس من خلال عروبته، توازياً مع غايته المرسومة لخلق أجواء مستقرة وآمنة.. مع توالي الاستحواذ على إحراز التّقدّم، التّوفيق والنّجاح.. الموسومة بصورةٍ استطراديّة، المستوحاة من الحركة النّاصريّة.

يبدو جليّاً في هذا السياق، بأن دائرة الوحدة الوطنيّة والعربيّة توسّعت في آفاق ثورة الضّباط الأحرار سنة 1952 الّتي قام بها عدد من الضّباط المصريين وعلى رأسهم جمال عبد النّاصر الّذين كانوا أقوياء النّفس ويتمسّكون برأيهم الصّائب، الضّامن والكّامن في وحدة شفافيّة المعلومات فيما بينهم وسلطتهم المستمدّة من نتاج قوّتهم، حكمتهم ووحدتهم الجوهريّة.. والمتدفقة من الفكر المقاوم، مقابل واجب الدّفاع عن الحقوق المقدسة والقضايا الوطنيّة.. 

بهذا الخصوص، كان لا بُد من إنهاء الملك فاروق وحكمه الإقطاعي! وذلك للأسباب التّالية: 
رِغبة المصريين في التّخلص من الوجود العسكريّ البريطانيّ في مصر 
وتحقيق نصرٍ لوحدة مصر والوطن.
هزيمة الجيش المصريّ بسبب السّلاح الفاسد الّذي زُوّد به إثر نكبة فلسطين سنة 1948.
استياء بريطانيا من إلغاء المعاهدة البريطانيّة المصريّة سنة 1951.
تبعاً للوحدة العربيّة، فقد تميّز عهده في الوحدة المصريّة السوريّة سنة 1958.
بما في ذلك، كان لافتاً بأن ثورة 1952 أعطت مفعولها المدعّم بدلالةٍ إلى تحقيق وحدة مصر والسّودان، تليها مِيزة الوحدة المصريّة الملتصقة بالقاعدة السّائرة والمُشار إليها آنفاً: 
"الاتحاد قوّة" وإلغاء المقولة السّائدة من قاموس المعنيين بثورة 1952.
"فرّق تسد"؟ هذا الاتحاد الّذي يُكمن في فائض القوّة وينسحب على إعطائه القيمة المضافة، وتطبيق العبارة المتجسّدة في المبادىء الوطنيّة والعسكريّة. 
(ما أُخذ بالقوّة يجب أن يُستردّ بالقوّة) إفساحاً في المجال لتكريس الانتصار النّوعي والإنجاز الوطنيّ.