Advertise here

فوضى المناخ" تتصدّر المشهد.. ما واقع لبنان من هذه الكارثة البيئيّة؟

08 تشرين الثاني 2022 07:45:29

"التغير المناخي" هو الموضوع الأكثر تداولاً اليوم، نظراً لخطورته وتداعياته الكارثية على الكائنات الحيّة وكوكب الأرض ككلّ. هو اختلال واضطراب في الظروف المناخية المعتادة، كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة علي الأرض وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلي تأثيرات هائلة في الأنظمة الحيوية الطبيعية.

وسط دعوات لإنهاء "فوضى المناخ"، انطلقت يوم الأحد فعاليات قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب 27"، والتي تستمر لمدة أسبوعين في مدينة شرم الشيخ المصرية، بعد تسليم بريطانيا رئاسة الدورة السابعة والعشرين من قمة المناخ إلى مصر.

والجدير بالذكر أنه للبنان دور فاعل في المؤتمر من خلال الوفد الرسمي الذي توجه إلى مصر برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبمشاركة وزيري البيئة ناصر ياسين، والطاقة وليد فياض، فضلاً عن ممثلين عن رئاسة الحكومة والوزارات المعنية والناشطين البيئيين المدنيين.

تأثيرات التغير المناخي

بحسب رئيس حزب "البيئة العالمي" والخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل، سيحدث التغير المناخي تأثيرات كبيرة في الأنظمة البيئية وسبل الحياة والتنمية في العالم وذلك من خلال التغيرات في الأنماط الجوية سواء اليومية منها أو الموسمية أو السنوية وذلك عبر الظواهر والأحداث غير المألوفة وخصوصا التغيرات على درجات الحرارة وكميات هطل الإمطار ومستويات سطح البحر وتقلبات المد والجزر بالإضافة إلى حدوث العواصف والفيضانات والجفاف وتكون هذه التغيرات متفاوتة في شدتها من بلد إلى آخر، تماماً كما يحدث اليوم في لبنان. ففي الشتاء بتنا نشهد سيولاً جارفة وفيضانات، فضلاً عن تأخر هطل الأمطار التي شهدناها في لبنان، فبدلاً من بدء سقوط الأمطار في شهر أيلول، شهدنا أول تساقط للأمطار في أواخر شهر تشرين الأول.

هذا ولفت كامل إلى تأثير تغير المناخ في الصحة بطرق عديدة أهمها: زيادة بالغة في انتشار مختلف الأمراض المعدية والملاريا على وجه الخصوص، تلوث الهواء، انتشار ناقلات الأمراض، انعدام الأمن الغذائي، نقص التغذية، واعتلال الصحة العقلية.

ما الحلّ؟ اعتبر كامل أن مكافحة التغير المناخي والحدّ من التلوث في لبنان، هو أسهل من غيره من البلدان، نظراً لصغر مساحته. في هذا الصدد، ناشد الجهات المعنيّة لوضع استراتيجيات وخطط بيئية طارئة لمكافحة التغير المناخي، أبرزها: المحافظة على المياه ومصادرها، إقامة محطات تكرير، وضع خطة لحماية وزيادة الغابات والأشجار على اختلاف أنواعها مشدداً على دور وزارتيّ البيئة والزراعة الأساسي في حماية الغابات وتشديد الرقابة عليها. بالإضافة إلى معالجة أزمة النفايات المرمية عشوائياً بين المباني، في الغابات والأحراج والشواطئ وأهمها النفايات الإستشفائية والصناعية السامّة وما تفرّع منها، التي تدمّر صحة الكائنات الحية. 

تأثير مُدمّر للتغير المناخي في نصف الأرض

خلصت مجموعة باحثين من حول العالم في دراسة نشرت في الآونة الأخيرة إلى أن التغير المناخي الناجم عن النشاط الإنساني "زاد 20 مرة على الأقل من احتمالات" حدوث الجفاف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وقالت الدراسة إن خطر حدوث جفاف للتربة كالذي شهدته أوروبا والصين والولايات المتحدة يمكن أن يتكرر في ظل المناخ الحالي مرة كل 20 سنة، مقابل مرة كل 400 سنة أو حتى أقل من ذلك في حال لم يكن هناك احترار، وفق "فرانس برس". 

وأوضحت الدراسة أن "التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري أدى إلى زيادة احتمالية حدوث الجفاف السطحي بمقدار خمس مرات على الأقل، وزيادة احتمالية حدوث الجفاف الزراعي والبيئي بمقدار 20 مرة على الأقل".

وأجرى الدراسة باحثون من شبكة "وورلد ويذر أتريبيوشن"، التي تضم كوكبة من العلماء الرواد في مجال دراسة العلاقة السببية بين الظواهر الطبيعية المتطرفة والتغير المناخي.