Advertise here

دموع ينطا لا تنضب...

07 تشرين الثاني 2022 11:07:21

أُطلق عليه لقب الأستاذ قبل أن تكلل هامته نياشين المعرفة، فهذا التقدير الينطاني كان يمنحه الناس الطيبون لحاملي القيم والإستقامة في الرأي والخلق الرفيع من أبنائها تيمناً بالرعيل الأول منهم المحظوظين بمحبة الناس وهم كانوا طليعة مثقفيها من خرّيجي الكلية الداوودية في عبيه وأربابها وأعلامها وكنوزها العلمية والمعرفية.

الصديق والرفيق والقريب الأستاذ كمال حسين علي الحلبي وديعة مخازن الجدود وعظامهم الغالية جداً في ينطا مفارقاً بعد أوجاعٍ أضنته فقرر الرحيل ليخفف العبء عن الأحبة وليفرغ خزان الدموع من الأعين الملأى بالود والوفاء والصدق وجبر الخواطر على خطى ونهج وأريحية المعلم المرحوم الأستاذ رفيق يوسف سيف الدين شهيد المعرفة والكرامة في خمسينيات القرن الماضي مشى أبو رائد فالتزم عقيدة الإنبعاث التي بقدر ما سما بها سببت له المكائد والآلام وضريبة الإلتزام ولكنه مشاها بعزة وكرامة ووعي وصبر وخلق رفيع فلم يؤمن بالفرقة بين الرفاق ولم يرتكب جنحة البعد عن الحلفاء وصدق مجابهة المنافسين فكان باراً لقسمه صادقاً بتوجهه.

لم نكن نتشارك في صلب العقائد بل في صلب الإنتساب والإلتزام بمبادئنا وكثيراً ما كنا نتطارح الخلاف في الرؤيا والحكم بيننا هو الخال إمّا أبو فؤاد كنج رحمه الله في حي السريان وكان يميل إلى قناعاتي ليس لبلاغتي في التعبير عن أحلامي بل لإستقامة رأي معلمي المرحوم كمال جنبلاط. أمّا الخال الآخر فهو المرحوم أبو مالك سالم في دار النخيل المنتسب في شبابه لحزب النداء القومي فهو لذلك لا يميل لآراء الأستاذ كمال في عناوينه القومية الإجتماعية ولكن في ذاك الوقت لم يشد أزري وفاء لصداقاتٍ شخصية له منذ الطفولة، أمّا الفكرة الأساسية للنقاش فكانت في المفاضلة بين الوحدة والحرية والأسبقية للأخيرة في الإلتزام بالأولى...

فإلى الأهل والأحبة والخؤولة في ينطا التي تكفكف دموع الفراق على أعزة قضوا في فترة وجيزة وختمت جرحها بقوة الإيمان وصدق التوحيد بفقيدها الغالي الأستاذ كمال الحلبي.

كل التعازي والمشاركة القلبية الصادقة في حمل ألم الفراق، لجميع المرحومين الرحمة والغفران من العلي القدير والدعاء أن يثلج الباري قلوبكم بالصبر والسلوان.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.