Advertise here

الخشية من بيئة حاضنة لـ"الكوليرا" في النبطية

05 تشرين الثاني 2022 07:20:41

أزمة المياه مستمرّة في قرى النبطية، وشبكات الصرف الصحّي مهترئة، ما يعني أنّ البيئة الحاضنة لـ»الكوليرا» باتت جاهزة لانتشارها، وهذا ما دفع محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه لاتّخاذ قرار يقضي بإخضاع كلّ الآبار الجوفية للاختبار. 90 بالمئة منها غير شرعية، حُفِرت للتجارة في زمن الأزمة، وتشكّل اليوم تهديداً للسلامة في ما لو تأكّد أنّ مياهها غير صالحة وملوثة، وهي تنقل الى المنازل.

ليس هناك ما يبشّر بالخير، فالتخبّط الحاصل لا يشي الّا بمزيد من الانهيار والتضخّم، كلّ ذلك يحصل على مرأى ومسمع القوى السياسية التي «طنّشت» عن مشاكل الناس وهمومها وانشغلت بتقاسم جبنة الحكم.

يتنقّل جابي المياه من بيت الى آخر حاملاً دفتره وقلمه، لا يسمع الّا عبارة «تجي المي مندفع اشتراك». مرّ زمن طويل على غيابها عن المنازل، كل المشاريع التي أقيمت من خط الـ24 كهرباء الى الطاقة الشمسية وغيرها لم تنجح في حلّ المعضلة. يتصادم بالناس، يحاول شرح عدم علاقته بالأمر وبأنّه موظف يقوم بعمله، غير أنّ الناس محقّة أيضاً: «وين المي»؟ «ما بقى قادرين نشتريها»، كلمات يسمعها كل يوم، فلا المياه تدفّقت من «حنفيات» المنازل، ولا الجابي حصَّل الاشتراكات، والخوف الأكبر اليوم من تسلل الـ»كوليرا» إلى الخزّانات نتيجة انتقالها من الآبار والصهاريج وغيرها، وهذا كان محور نقاش طويل بين محافظ النبطية وعدد من البلديات.

إهتراء الشبكات العامة للمياه والصرف الصحي وغيرها كلها دفعت الناس للسؤال: «من يحمينا من الـ»كوليرا» لا سيّما وأن الشبكات مهترئة؟ وأكثر ما يطرح اليوم: هل المياه التي تروي المزروعات صالحة؟ أم تتسلل إليها المياه الآسنة التي تستبيح الطرقات بسبب انسداد المجاري وعجز البلديات؟ والأخطر، بحسب مصادر، «أنّ احدى البرك الزراعية التي يروي منها عشرات المزارعين مزروعاتهم تخترقها المياه الآسنة، فأحد «ريغارات» الصرف الصحي على مقربة من قناة تصل إلى البركة ومع كل انسداد تسري المياه الآسنة في القناة ومنها إلى البركة ومنها إلى المزروعات، ما يعني أنّ خطر الـ»كوليرا» بات داهماً، وعلى المعنيين التحرك سريعاً».

يبدو أنّ فقيه بدأ يقرأ الخطر الداهم، فـ»المسؤولية اليوم كبيرة، وكما واجهنا «كورونا» علينا مواجهة الـ «كوليرا» التي قد تطرق باب القرى في أي لحظة، صحيح أنّ مستشفى النبطية الحكومي جهّز قسماً، غير أنّ المواطن اليوم غير مستعدّ لأي وباء ولا قدرة له على شراء دواء».