Advertise here

"منتدى الطائف".. التوقيت الحساس والرسالة السعودية

04 تشرين الثاني 2022 13:11:13

ينعقدُ "منتدى الطائف" يوم غد السبت في قصر الأونيسكو بعد 33 عامًا على توقيع الاتفاق الذي شكَّل دستورًا جديدًا للبنان.

وتأتي هذه الخطوة بعد أنْ إستشعرت المملكة العربية السعودية، راعية الإتفاق، محاولات للذهاب إلى عقد جديد "يقوّض" مداميك الإتفاق الذي أوقف إراقة دماء اللبنانيين بعد حرب إستمرّت لحوالي 15 عامًا، ما يشير إلى أنها توجه بانعقاد المنتدى رسالة واضحة في اتجاه محاولات القفز فوق الطائف.

وتشارك في هذا المنتدى كافة المكونات السياسية بإستثناء حزب الله الذي لم توجّه إليه الدعوة رغم أن السفير السعودي وليد البخاري دعا حليفيْ "الحزب" أيّ "حركة أمل" و"التيار الوطني الحر"، اللذين أكّدت مصادرهما لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنهما سيُشاركان في المنتدى غدًا.

في هذا الإطار تتحدّث مصادر مُواكبة لتحضيرات إنعقاد "المنتدى" لـ "الأنباء" الإلكترونية، عن أنّ توقيته حساس بعد فترة قصيرة من إنتهاء عهد الرئيس السابق ميشال عون الذي حاول خلال عهده "ضرب" إتفاق الطائف، وتزامنت أيضًا هذه الدعوة مع تكرار صدور كلام من بعض الجهات يدعو للذهاب لإتفاق جديد.

عمليًا فإنّ "إتفاق الطائف يعني السعودية بشكلٍ مباشر ودورها بالمنطقة"، وفق ما تُشير المصادر، التي تؤكّد بأنّ "المملكة أرادت من خلال "المنتدى" إعادة تأكيد موقفها الواضح والثابت من "الطائف"، وبأنّه باقٍ ومن غير الوارد اليوم الذهاب لإتفاق جديد".

في السياق ذاته، يؤكد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي في حديثٍ لـ "الأنباء" الإلكترونية أنّ "إتفاق الطائف ركيزة أساسية ومحطة نعيشها بقناعاتنا التامّة ببناء المؤسسات الشرعية، وما المنتدى إلّا تأكيد على أهميّة هذا الاتفاق الذي تمّ بمساع سعودية عربية لوقف حمام الدم الذي كان يسيل على أرض لبنان".

ويلفت المولوي إلى أنّه " في هذه الظروف الحسّاسة التي يمرّ بها لبنان لا بد من إعادة التمسك بالطائف، الذي يمثل الإرادة اللبنانية الجامعة في ظلّ الرعاية العربية لشؤون هذا البلد ودعمه المستمرّ للخروج من أزماته المُتتالية".

وإذ يُشير مولوي إلى أنّه "قد يكون هناك من يدأب على محاولة حرف لبنان عن محيطه العربي الطبيعي والقفز فوق دستوره إلى مغامرات لا تُشبه أهله"، يشدد في المقابل على أنّ "تلك المغامرات التي تحاول خائبةً بثّ الحقد وتكريس  الفرقة والإنقسام وكسر ميثاقيّة الطائف، طائف العروبة ونهائية الكيان، لن تجدَ لها سبيلاً في نفوس الصادقين ولا محلّاً في دستور لبنان، هي مغامرات الفراغ وستسقط حتماً في الفراغ".

وعن أهمية إنعقاد "المنتدى" في هذا الوقت، يؤكّد من جهته عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حمادة "ضرورية إستمرارية التأكيد على إحياء إتفاق الطائف في هذه الأيام بالذات بعد عهد تمادت فيه المحاولات لإلغائه وتحجيمه، وإثر تحريف ممنهج للتوازنات التي أرساها إنْ من خلال إنهاء الحرب وحقن دماء اللبنانيين ، وإنْ من خلال إنعاش مؤسساتنا الدستورية، وهذا التأكيد هو ضمانة لبقاء لبنان الكبير ودوام الميثاق الوطني، وإحترام الدستور وفتح الآفاق نحو لبنان خالٍ من الطائفية ويتدرَّج نحو دولة مدنية بل وحتى علمانيّة".

ويُضيف حمادة في حديثٍ لـ "الأنباء" الإلكترونية: "من هُنا تأتي مبادرة المملكة العربية السعودية لتُحاول دفع اللبنانيين إلى إستئناف حياتهم في ظلّ المبادئ التي أرست العيش المشترك والتي أدّت في مرحلة ما بعد الحرب إلى توحيد البلد وتحريره، لذا المنتدى الذي سينعقد السبت سيُساهم بكل تأكيد في نزع فتيل مُمارسات الهيمنة وبعض الأفكار التقسيمية التي تعمل على جعل لبنان وتحويله لبنان إلى فاقد الإستقلال ومتخلٍّ عن ديمقراطيته التي ميّزته في المشرق العربي وجعلت منه غاية للثقافة والنهضة العربيتين".

وعن مشاركة "حركة أمل"، يُشير عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة في حديثٍ مع "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ "الحركة لطالما أكّدت موقفها الثابت والواضح من "إتفاق الطائف"، وهي مع أيّ خطوة توّحد اللبنانيين، وما مُشاركة ممثل رسمي عن رئيس الحركة الرئيس نبيه برّي، إلّا دليل على ذلك وعلى تمسّكها بالثوابت الوطنيّة والدستور".

إلا أنّ اللافت هو مشاركة نائب "التغيير" الذي خرج من عباءة "التكتل" وضاح صادق الذي أشاد بـ "أهمية توقيت إنعقاد "المنتدى" في هذه الظروف الحسّاسة"، ويؤكّد صادق في إتصالٍ مع "الأنباء" الإلكترونية أنّ "الإتفاق هو وثيقة وطنية أنهت الحرب اللبنانية، بالتالي نحن نتحدّث عن شيء تاريخي".

ويُشير صادق إلى أنّه "هناك محاولات خبيثة  لضرب الطائف من خلال إستغلال ضعف الدولة فالبلد مهزوز بالكامل وهناك مَن يعمل من تحت الطاولة لصياغة إتفاق جديد، إلّا أنّ كل هذه المحاولات لن تنجح".

وإذْ يصفُ صادق "إنعقاد المنتدى" بالمناسبة التاريخيّة، إلّا أنّه يلفت إلى أنّ "الطائف ليس منزّلًا وهناك الكثير من البنود بحاجة إلى التعديل، لكن قبل ذلك يجب تطبيقه بالكامل".