Advertise here

"فرحة" في منازلنا... هل تغيب؟

04 تشرين الثاني 2022 07:53:10

الصديق الوفي، والذي يشكل وجوده دعماً كبيراً لكثيرين، بات يُضيف عبئاً على الأعباء الكثيرة في يومنا هذا. فالحيوان، الصديق والأخ والإبن والرفيق لكثر، "فرحة" اضطر هؤلاء للاستغناء عنها. ولأنّ اللبناني بالكاد يتمكّن من تأمين حاجاته الأساسيّة، صار يتخلّى عن الكماليات وصولاً إلى الانسلاخ عن الأقرب إلى قلبه!

في هذا السياق، يلفت طبيب بيطري عبر موقع mtv، إلى أنّ "هناك نسبة من المواطنين الذين يستغنون عن حيواناتهم إلا أنّها ليست بكبيرة والعدد الأكبر لم يفعل ذلك".
ويُشير إلى أنّه "في الفترة الأخيرة زادت نسبة الذين يربّون الكلاب في المنزل"، وهي ظاهرة في ظلّ الأزمة، مفسّراً إيّاها بأنّ "الحيوانات تقلّل من التوتّر وتخفّف الضغط النفسي في ظلّ المشاكل التي يمرّ بها البلد والتي تنعكس على المواطن". هذا ما يدفع بعدد من اللبنانيين إلى اقتناء حيوان أليف رغم الأزمة إذاً، و"علميًّا هناك ما يُعرف بالـdog therapy وهو يُساهم في علاج أمراض السرطان ويساعد من يعانون من التوحّد وفي دار العجزة" وفق الأخير.

ويُشدّد على أنّ "وجود الحيوان في المنزل يؤدّي إلى زيادة النشاط البدني والحركة، لأنّ صاحبه يضطر تلقائيًّا إلى تمشيته. كما أنّ استقبال الحيوان الأليف لصاحبه عند عودته أيضاً يساهم مباشرة في تخفيف التوتّر وتعزيز السعادة هذا عدا عن أنّه يقوي المناعة. فالكلب مثلاً يقوّي المناعة في المنزل بنسبة 36 في المئة".

ماذا إذاً عن الأعداد الكبيرة من الحيوانات المشرّدة على الطرقات؟ ألا تدلّ على أنّ أصحابها استغنوا عنها؟

يُجيب الطبيب البيطري: "رغم أنّ البعض يستغني عن حيوانه الأليف إلا أنّه بالإجمال يقصد مأوى للحيوانات. ولكن العدد الكبير من الحيوانات وتحديداً الكلاب التي نراها على الطرقات أخيراً سببه رمي الأطعمة والنفايات عشوائيًّا وهذا ما يزيد من غذاء الكلاب ويؤدي إلى تقوية مناعتها وزيادة نسب الإنجاب. وإجمالاً غالبيتها كلاب شوارع. هذا بالإضافة إلى أنّ بعض البلديات تمنع تسميمها أو إيذاءها ما يزيد من عددها أيضاً".

للأسعار المرتفعة دورٌ طبعاً في التخلّي عن الحيوانات، وهنا يُشير الأخير إلى أنّ "اللقاحات تبدأ من 20 دولاراً، أمّا أسعار الأكل فتبدأ من 22 دولاراً وترتفع بحسب النوعيّة والكميّة"، خاتماً "كان للأزمة تأثير على القطاع ولكنّ الأمر يعود للطبيب، كلّ يراها من منظاره، البعض يعتبر أنّ التأثير كان كبيراً لأنّ الأسعار بقيت على معدّلاتها المرتفعة بالدولار، أمّا البعض الآخر فقد خفّض الأسعار وبالتالي الرّبح لمصلحته ولمصلحة مربّي الحيوانات".