Advertise here

الزغبي لـ"الأنباء": عون أدان عهده!

31 تشرين الأول 2022 08:44:12

رأى الكاتب والباحث السياسي الياس الزغبي أن "إخلاء رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا تم بمشهدين مشهد طبيعي هو مراسم الوداع الرسمية، ومشهد غير طبيعي هو المشهد الشعبوي الذي لم يحدث أبداً مع جميع الرؤساء السابقين للجمهورية".

الزعبي، وفي حديث مع "الأنباء" الإلكترونية، رأى أن "هذا الإخلاء الشعبي كان بمثابة حاجة ملحة وضرورية للتعويض السياسي والشعبي عن الاخفاقات والفشل، وعما أدت اليه السنوات الست لعهده، ويمكن القول مجازا أنه كان بمثابة عزاء شعبي وسياسي ليس من شأنه أن يغير شيئا في المرحلة المقبلة". 

ورأى الزعبي أن "اللافت في بداية خطاب عون كان قوله انه يترك الحجر ويعود إلى البشر. فبهذه الجملة أدان عهده وصوره كحالة صنمية حجرية لم تعان معاناة الناس. فتحولت الرئاسة الاولى الى حالة ساكنة جامدة. وحين كانت تتحرك كانت النتائج كارثية على جميع الاصعدة، وخصوصا على الدستور والقوانين والمؤسسات. واللافت ايضا انه حمّل الفساد لمن رفع شعار الدفاع عن حقوقهم أي المسيحيين حين لم يذكر إلا موقعين رفيعين، رئيس مجلس القضاء الأعلى وحاكم مصرف لبنان. أما النقص الفاضح بخطابه كان سكوته المطبق على ما أقسم عليه اليمين الدستورية أي المحافظة على سيادة الوطن. فلم يذكر ولو بإشارة عابرة مأزق السيادة التي يصادرها السلاح غير الشرعي والحدود السائبة امام كل أنواع التهريب ومصادرة أموال الدولة".

ولفت الزغبي إلى أنه "في المحصلة يمكن القول أن عون مع تياره، هو بأفضل مرحلة بائسة، ويتجه إلى مرحلة أشد بؤسا لناحية عجزه السياسي والشعبي المتفاقم. وهو سيكون عاجزا مع تياره عن تنفيذ وعده بالنضال سبع عشرة سنة، منها ست سنوات في سدة الرئاسة لم يستطع خلالها ان يحقق اي انجاز. وليس الانجاز الاخير اي الترسيم الذي يتغنى به سوى نتاج صفقة دولية اميركية - ايرانية - اسرائيلية بمشاركة فرنسا، ولم يكن هو وكذلك حزب الله سوى شاهدين على هذا الترسيم. لذلك فإن مصير تيار عون هو الاضمحلال على المدى المتوسط لأنه لا يرتكز على ثوابت وطنية بل على مصالح واجماع في ثنائية السلطة والمال".