بضاعة عون التجميلية لا تُشترى في الخليج.. 6 سنوات هي الأسوأ في تاريخ علاقات لبنان العربية
29 تشرين الأول 2022
09:31
Article Content
شَهِد عهد الرئيس العماد ميشال عون محطّات كثيرة فاقت سلبيّاتها إيجابيّاتها، لناحيّة الملفّات الداخليّة والخارجيّة على حدّ سواء.
وتفتح جريدة "الأنباء" الإلكترونية تحقيقات عن أهمّ المحطّات حول "العهد" وكيفيّة تعاطيه مع الملفات، وتبدأ اليوم بملفّ العلاقات بين لبنان والدول العربية في عهد الرئيس عون.
لا يختلفُ إثنان على أنّ هذا "العهد" شهِد أسوأ العلاقات مع الأشقاء العرب فحدثت "قطيعة" على مراحل مُتفرقة من السنوات الست وإرتفع منسوب التوّتر مع هذه الدول التي سحبت يدها من لبنان تاركةً إيّاه يتخبَّط في أزماته لا سيّما أنّ إقتصاد لبنان كان يعتمد على الإستثمارات العربيّة حتى أنّ سياحته كانت تعتمد أيضًا على السواح العرب الذين هجروا لبنان إلى الدول الأوروبيّة وتركيا.
ويعتبرُ رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام، في حديثٍ مع "الأنباء" أنّ "عهد عون هو أسوأ عهد مرّ في تاريخ لبنان من حيثُ الإساءة للعلاقات مع الأشقاء العرب، وبخاصةٍ في ظلّ هذه الأزمة الإقتصاديّة الحادّة التي يتخبَّط بها البلد، والذي هو بأمسّ الحاجة اليوم إلى الدعم العربي ووقوف أشقائه العرب إلى جانبه".
ويرى سلام، أنّ "عون لم يُحاول أنْ يرمِّم العلاقات العربية، إضافة إلى أنّه لم يُحاول أيضًا حتى المُحافظة على ما وَرثه من عهد الرئيس ميشال سليمان الذي كان يتسم بالعلاقات المُمتازة مع الدول العربيّة، وخاصة مع المملكة العربية السعودية التي قدَّمت 3 مليارات من أجل تسليح الجيش اللبناني ".
ويؤكّد أنّ "عون وبين ليلةٍ وضُحاها نقل لبنان إلى المحور الإيراني، وبالتالي أصبح لبنان وبفضل عون يُغرّد خارج السرب العربي".
وعليه، يُحمّل سلام "الرئيس عون وسياسته مسؤولية تحميل لبنان هذا العبء الكبير فيما يتعلّق بالأزمات الماليّة، الإقتصاديّة، والإجتماعيّة التي يتخبّط بها بسسب إبتعاده عن أشقاءه العرب".
وبدوره يرى الصحافي أسعد بشارة، أنّ "تردّي علاقة لبنان مع الدول العربية بدأت قبل عهد الرئيس ميشال عون، لكنّ عون كان رأس حربة لدى حزب الله وأداة في يديْه في ضرب علاقات لبنان العربية".
ويلفتُ بشارة في حديثٍ مع "الأنباء" إلى أنّ "علاقات لبنان مع الدول العربيّة إزدادت في التردّي منذ تنفيذ إنقلاب السابع من أيار، وإتفاق الدوحة الذي تلاه، وإستمرّت العلاقات على هذا التردّي حتى أدّت في النهاية إلى خروج العرب من لبنان وإلى شبه إنقطاع العلاقة مع العالم العربي".
ووفق ما يرى بشارة، فإنّ "حزب الله وحليفه عون على وجه التحديد كانا يُركّزان في هذه الفترة خلال السنوات الست على ضرب كل ما يُمكن أنْ يؤدّي إلى إستعادة لبنان علاقاته المُمتازة مع الدول العربيّة".
ويُتابع، أنّه "وعلى الرغم من أن السعودية ودول الخليج أعطوا عون فرصة لإنتخابه رئيسًا للجمهوريّة، وزيارة المملكة العربيّة السعوديّة، إلّا أنّ عون لم يًقم يأي خطوة تنمّ عن نيّة في إستعادة التوازن في العلاقات مع العرب، بل إستمرّ بتنفيذ سياسات تُسيء للعلاقات مع الأشقاء العرب"، ويُذكّر هنا بما قام به رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل أيّام كان وزيرًا للخارجيّة عندما "إمتنع في الجامعة العربية عن إدانة الإعتداء الإيراني على السفارة السعودية في طهران".
ويَخلص بشارة حديثه بأنّ "عون ومنذ إنتخابه رئيسًا وزيارته للمملكة العربيّة السعوديّة، لم يقم إلّا ببعض الخطوات "اللفظيّة والتجميليّة" الفارغة من أيّ مضمون، فـ "معسول الكلام" أصبح بضاعة لا تُشترى ولا تُباع بالخليج العربي".