Advertise here

الراعي: آلمتنا في العمق الإساءة النّكراء التي لحقت بالبطريرك صفير

19 أيار 2019 11:38:00 - آخر تحديث: 19 أيار 2019 14:44:00

شدد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في قداس اليوم بمشاركة بحضور الوزراء جبران باسيل وعدد من وزراء ونواب تكتل "لبنان القوي"، والنائب نعمة افرام وعائلة المثلث الرحمات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

كما شارك وفد من اعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام برئاسة جورج العلم ووفد من الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان برئاسة مارون الخولي.

وقال البطريرك الراعي في العظة:" نقدّم الذّبيحة الإلهيّة اليوم، مع صلاة وضع البخور في نهايتها، لراحة المثلَّثي الرّحمة أبينا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وأخينا المطران رولان أبو جوده. وقد دعاهما الله إليه في غضون أسبوع، للدّلالة على اتّحادهما بالمحبّة والخدمة المتفانية في البطريركيّة مدّة أربعٍ وأربعين سنة، قائمة على الصّلاة والتّجرّد والعطاء بدون حساب. نسأل الله أن يشركهما في وليمة عرس الحمل، وهما متّشحان بثوب النّعمة النّاصع البياض".

واضاف: "لقد آلمتنا في العمق، كما جميع النّاس، داخليًّا وخارجيًّا، الإساءةُ النّكراء التي لحقت في الأمس، بالمثلّث الرّحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، وجثمانُه في مثواه على أرضنا، وروحُه تنعم بالرّؤية السّعيدة في السّماء".

وتابع:" السّؤال الذي وجّهه الرّبّ يسوع إلى سمعان – بطرس للتّأكّد من حبّه المميّز له، هو إيّاه وجّهه على التّوالي إلى المثلَّثي الرّحمة. وجّهه إلى الشّاب نصرالله في ريفون، عندما سلّمه محبّته ليحملها إلى الذين افتداهم، بالدّعوات المتتالية إلى كلٍّ من رسالة الكهنوت والأسقفيّة والبطريركيّة والكرديناليّة. كما فعل مع الشّاب رولان في جلّ الدّيب، عندما خصّه بالدّعوتين: إلى الكهنوت والأسقفيّة فهِم كلاهما أنّ الدّعوة، على أنواعها، هي الشّهادة لمحبّة المسيح، وأنّ المسؤوليّة، بقدر ما ترتفع درجتها، ترتفع أيضًا في واجب التّفاني في الخدمة المتجرّدة حتّى الموت عن الذّات. فبعد السّؤال والجواب المثلّثين بين يسوع وسمعان بطرس، تنبّأ له الرّبّ عن موته في سبيله وسبيل رسالة الكنيسة للفداء، وختم قائلاً: "إتبعني" في هذا الطّريق. هكذا فعل مثلّثا الرّحمة اللّذان يبقيان لنا المثال والقدوة، وهما يشفعان بنا لدى العرش الإلهيّ. وإذ نصلّي لراحة نفسيهما، نعرب عن تعازينا الحارّة لإخواننا السّادة المطارنة، أعضاء السّينودس المقدّس، ولأهلهما وأنسبائهما، ولاسيّما من آل صفير وأبو جوده الأحبّاء.

وتابع:"السؤال موجّهٌ أيضًا إلى كلّ مسؤول في المجتمع والدّولة، وفقًا لنوع مسؤوليّته ودرجتها فرسالتهم إنّما هي ممارسة مسؤوليّتهم وسلطتهم بحبّ وبروح الخدمة والعمل الدّؤوب من أجل توفير الخير العام، الذي منه خير جميع المواطنين وكل مواطن"، مشيراً الى ان "هذا الخير العام يوفّره المسؤولون عندما يشمل كلاًّ من الشّأن الاقتصاديّ والاجتماعيّ والتّشريعيّ والاداريّ والثّقافيّ. فتتأمّن هكذا أوضاع الحياة الاجتماعيّة التي تمكّن الأشخاص والجماعات من تحقيق ذواتهم تحقيقًا أفضل (الكنيسة في عالم اليوم، 26 و 74)".