من المرتقب أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى حوار جامع الأسبوع المقبل، تحت عنوان "انتخابات رئاسة الجمهورية"، لتبادل وجهات النظر المتباينة بشكل كبير حول الاستحقاق وتقريبها، وقد يكون خطوة أولى في مسار تحقيق التوافق المطلوب لإنجاز الانتخابات.
ووفق المعلومات، فإن الدعوة ستتوجّه إلى رؤساء الكتل النيابية التي تمثّل الأحزاب كما وممثلين عن تجمعات النواب المستقلّين، وسيُعقد الحوار في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى الكتل النيابية ومشاركتها في الحوار المذكور، خصوصاً المعارضة منها، مع العلم أن مواقف بعض الكتل محسوم لجهة المشاركة، ككتلة "اللقاء الديمقراطي" التي تدعو إلى التواصل بشكل كامل، و"الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" انطلاقاً من هويّة صاحب المبادرة.
مصادر كتلة "الكتائب اللبنانية" كشفت عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن ثمّة موافقة مبدئية للمشاركة في الحوار المفترض، ونحن أبدينا استعدادنا لهذا الأمر، إلّا أن الموقف الرسمي يُعلن عند تلقي الدعوة والتشاور بمضمونها.
أما "القوات اللبنانية"، فمن جهتها لم تحسم مشاركتها من عدمها، إذ لفتت عضو تكتّل "الجمهورية القوية" النائبة غادة أيّوب إلى أن "التكتّل سيجتمع ويتخذ موقفه من الحوار متى وصلت الدعوة، لكن "القوات" تفضّل أن يبقى الحوار في إطاره الدستوري تحت قبّة مجلس النواب وفي الجلسات المتتالية لانتخاب رئيس للجمهورية".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، شدّدت على أن "الحوار يجب أن يجري بين النواب السياديين وأطراف المعارضة والذين يتفقون على رؤية موحّدة، أما الحوار مع رافض مبدأ بناء الدولة فلن يكون ذي نتيجة"، غامزةً من قناة "حزب الله".
وانطلاقاً من هذه النقطة، رأت أيوب أن "لا نتائج منتظرة من الحوار"، وذكّرت بالحوارات السابقة التي كانت تجري، واعتبرت أنها كانت بمثابة "مضيعة للوقت"، خصوصاً وأن ثمّة أطراف تعمل وفق أجندات خارجية وتنتظر القرار الذي يأتي من خارج الحدود، والظروف اليوم لم تتغيّر وبالتالي لا تغير مرتقباً.
كذلك الأمر، لم يقرر النواب "التغييريون" مشاركتهم من عدمها، وهم ينتظرون الدعوة الرسمية للاجتماع والتباحث في الشأن، لكن النائب رامي فنج شدّد على وجوب "التوصّل إلى حل من خلال موقف وطني جامع، لأن الجميع مسؤول عما حصل ويحصل، ونحن كنواب تغييريين نؤكّد ضرورة تحمّلنا المسؤولية إلى جانب جميع الأطراف".
وفي حديث لجريدة "الأنباء"، أكّد على صوابية لغة المنطق ولغة الحوار، ولا فيتو على أي حوار جامع، لكن بانتظار حيثيات الدعوة لتحديد الموقف النهائي منها.
إلّا أن الانقسام الذي أصاب كتلة النواب التغييريين في الاونة الأخيرة بعد تباين الآراء بين أعضائها وانسحاب عدد منهم من الكتلة قد ينسحب أيضاً على ملف الحوار المذكور، وقد لا يتفق النواب على مبدأ المشاركة من عدمها، فيكون الحضور في حال حصل شخصي أو يمثّل عدداً من النواب وليس كامل التكتّل، بانتظار الموقف الرسمي.