في الصّيف حريقٌ وفي الشتاء آلات قتل طائرة! إنّها لوحات الطاقة الشمسيّة التي تنتشر كالفطر على أسطح البيوت والمباني في مختلف المناطق اللبنانيّة من دون أيّ حسيب أو رقيب.
تهافت اللبنانيّون في الأشهر الماضية على تركيب أنظمة توليد كهرباء على الطاقة الشمسيّة كبديل عن غياب "كهرباء الدولة" وغلاء "كهرباء المولّد"، ومقابل هذا التهافت، ظهرت شركاتٌ جديدة بين ليلة وضُحاها لتلبّي الطلب والحاجة الكبيرين لهذا النوع من الطاقة، وبدأ التنافس يشتدُّ بين هذه المؤسّسات الصغيرة لتقديم أفضل الأسعار للمواطنين في ظلّ تردي الأوضاع الاقتصادية، إلاّ أن الاسعار التنافسيّة حملت معها "كوارث" على صعيد نوعية هذه الأنظمة الرديئة وتركيبها بطريقة غير محترفة من قبل أشخاص دخلاء على هذه المهنة.
رئيس بلدية المطيلب بول شديد كان أوّل من حذَّر من مخاطر تركيب هذه الأنظمة بطريقة عشوائيّة ومن تهديدها لسلامة المواطنين.
موقع mtv تواصل مع شديد الذي اعتبر أنّ "من حقّ المواطنين تركيب طاقة شمسيّة ولكن يجب الحرص على أن تُركّب بطريقة فنية وعلمية وقانونية منعاً من حصول فوضى ومشاكل جمّة"، كاشفاً أنه التقى "وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي وعرض معه لمخاطر ما يحصل في هذا القطاع لناحية طريقة تركيب هذه الألواح، وضرورة أن تكون السلطات المحلية أي البلديات هي المشرفة والمسؤولة عن هذا القطاع لا أن يتخطّاها المواطن، خصوصاً وأنّ التراخيص التي يُستحصل عليها من وزارة الطاقة تُشدّد على ضرورة مراجعة البلديات قبل المباشرة بأعمال التركيب"، وأضاف "لقد وعدني الوزير بأن يكون هذا الملف في صلب أولوياته واهتماماته خصوصاً على أبواب فصل الشتاء والعواصف".
وفي سيّاق متَّصل، تطرّق شديد الى "المشاكل التي تتولّد من وراء الفوضى في هذا القطاع على صعيدين، أوّلا سلامة الناس من احتراق أو تطاير اللوحات التي قد تؤدي الى سقوط ضحايا، وثانياً الشكاوى في المباني بين المواطنين حول مكان وطريقة وضع هذه الأنظمة وسخانات المياه"، لافتا الى أنه "في كل مبنى هناك قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة"، وسأل شديد: "من المسؤول إذا سقطت هذه اللوحات على رؤوس الناس؟".
من جهته، غرّد النائب وضّاح الصّادق منذ أيّام مسلّطاً الضوء على هذا الموضوع، ومحذّرا من أنّ هذه الألواح قد تتحوّل الى "آلة قتل خلال العواصف ما يهدّد بالأسوأ خلال فصل الشتاء"، ورأى في اتصال مع موقع mtv أنّ "هناك فلتاناً وصفر رقابة على هذا القطاع وعلى كيفية تركيب ألواح الطاقة"، مشدّدا على أهمية "مراقبة شركات أنظمة الطاقة الشمسيّة الناشطة في السوق وطريقة التركيب".
كما سلّط الصّادق الضّوء على "دور البلديات المهمّ لأنّها الجهة الوحيدة التي يمكنها ضبط المخالفات والتصرّف على الأرض قبل وقوع الكارثة".
آلاتُ قتل حارقة وقاتلة قد تسقط فوق رؤوسنا في أي لحظة، فهل يتحرّك المعنيّون قبل سقوط "ضحايا الطاقة"؟