Advertise here

الأمم المتحدة في عيدها الـ77.. ماذا بقي من الدور؟

25 تشرين الأول 2022 13:23:43

يُصادف الرابع والعشرين من تشرين الأول العيد السابع والسبعين للأمم المتحدة، العصبة، أو الهيئة الجامعة لكل الشعوب والدول على اختلافها وتنوعها، التي استطاعت جمع الأضداد، ولم تكتف بذلك فقط، بل وحّدتها في سبيل ترسيخ حقوق الانسان وحماية الكائنات الحية وصولاً الى الطبيعة المحيطة بنا.
 
"كلَ الدول تعود إليها بعدما تُدرك ان الحلول العنفية والتدميرية لا تأتي إلا بالخراب.."، هكذا عرّف الخبير في الشؤون الدولية وعضو الهيئة التأسيسية للمنظمة اللبنانية لبناء السلام والتنمية المستدامة البروفسور جعفر عبدالخالق عمل منظمة الأمم المتحدة ودورها على المستوى الدولي، وخلق المجتمع الدولي الذي يُعتبر "الحّكم" أو "المُصلح" للكرة الأرضية المتمثلة في شعارها الخاص.

عبد الخالق أكد في حديث لـ"الأنباء" الالكترونية أن الدور التاريخي الذي لعبته الأمم المتحدة على مدى الأعوام لا زال حاضراً ومحافظاً على موقعه الطبيعي بالقول "هناك دورين اساسين لعبتهما المنظمة طوال الأعوام، دور المنظم للصراعات أحياناً، ومراقب لها، وأحياناً قليلة دور الحاسم في هذه الصراعات "، متابعاً "دون شك بعد الحرب العالمية الثانية، تطورت المنظمة إلى آفاق واسعة لامست الاقتصاد والمال والاجتماع والفن وليس فقط الامن، فكانت المؤسسات الدولية والاقليمية المتخصصة المنبثقة، خاصة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية وغيرهم، وهذا ما لعب دوراً واسعاً واحيانا حاسماً في فرض فترات طويلة من الاستقرار المالي والنقدي والتجاري، خاصة في فترة الحرب الباردة بين منظومتي راس المال والاشتراكية."

وهل أخفقت الأمم المتحدة في خلق السلام والاستقرار العالمي بين الدول والشعوب؟ يجيب "مشكلة الأمم المتحدة في حل النزاعات هي طبيعة عمل واتخاذ القرارات في مجلس الأمن الدولي، بحيث حق الفيتو من احد الدول الخمس الكبرى، يوقف اي اجراء ردعي، حتى بحق من يستبيحون حياة شعوبهم التواقة لأي تغيير او نوع من الحرية."

اليوم يتساءل العالم أجمع عن الدور الحالي للأمم المتحدة بعد التغييرات الدولية وتصاعد الأزمات على انواعها، وتنامي الصراعات وسقوط جزء من المهادنة الدولية وانتهاء مدة اتفاقاتها، وفي هذا السياق، أشار عبد الخالق الى أن "الشعوب اليوم تحتاج أكثر إلى بناء السلام بعد النزاع، والأفضل استدراك الحلول السلمية قبل النزاعات، والانخراط في عملية التنمية المستدامة، لأنها حاجة ملحة لكافة شعوب العالم قاطبة.. وهنا يختصر الدور المستقبلي للأمم المتحدة.

وأضاف "اننا على قناعة تامة، بأن الأمم المتحدة ستبقى تلعب الدور الأساسي كأداة لحل النزاعات، ولكن للأسف، الدول تعود إليها بعدما تدرك ان الحلول العنفية والتدميرية لا تأتي الا بالخراب على كل المشاركين، شعوبا ودول وحكومات ومجموعات وأفراد."

وختم عبد الخالق "نحن بالنهاية كمنظمة لبنانية لبناء السلم والتنمية المستدامة، نؤمن بأن حل النزاعات لا يمكن أن يتم بالعنف والدمار، نهاية كل نزاع هدنة فاتفاقات وسلام. وقد تكون طرق حل النزاعات سلميا طويلة نسبيا، وتحتاج إلى صبر واستيعاب، ولكنها قصيرة جدا بمقارنتها بالخسائر الفادحة التي تتكبدها الدول والشعوب جراء النزاع العسكري."