Advertise here

الإرشاد التربوي في القطاع الرسمي... الجدوى بين الفعاليّة والمتابعة والتوقيت

19 تشرين الأول 2022 08:08:58 - آخر تحديث: 19 تشرين الأول 2022 08:09:14

من هو المرشد التربوي؟ يهدف الارشاد التربوي بشكل أساسي إلى تقديم المساعدة والارشاد للطلاب في اتخاذ الخيارات الصحيحة في دراستهم، سواء كانت خططهم التعليمية أو تطلعاتهم المهنية أو اختيار المسار والتخصص وكذلك اختيار الكلية أو الجامعة حسب اهتماماتهم وتفضيلاتهم.

فيعمل المستشار التربوي بشكل أساسي مع طلاب المدارس والكليات في البيئات الأكاديمية. يوجد لدى العديد من المدارس مستشارون تربويون خاصون بها لمساعدة الطلاب في العثور على المهنة المناسبة واتخاذ خيارات مستنيرة في دراساتهم وحتى في مشاكلهم اليومية التي تعترضهم، وخاصة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

يساعد المرشدون التربويون الطلاب في التعامل مع القضايا الشخصية التي تؤثر على رحلتهم الأكاديمية. لحل هذه المشكلات، يتفاعل المستشار التربوي أيضًا مع والدي الطالب أو المعلمين لمساعدتهم في اكتشاف أفضل الحلول لمشاكل الطالب.

مهام المرشد التربوي

مهام كثيرة تقع على كاهل المرشد التربوي، إذ أنها تحفز العمل الاكاديمي الجيد في جو نفسي ومعنوي وسلوكي منسجم ومتكامل ما يترك أثرا طيبا على نفوس المعلمين والتلاميذ والاهل والمؤسسة التربوية ككل. هناك أدوار متعددة يلعبها المرشدون التربويون ومنها:

يستجمع المرشد دوما كل الخيوط التي تتحكم بمشاكل الطالب ويفككها ويجمعها بانسجام تام، بحيث يساعد على الحل في جانبه العائلي والمدرسي والنفسي والفكري في دعم متكامل يمكن الطالب من تحقيق الهدوء والراحة واتخاذ القرار المقنع السليم.

يهتم المرشدون في التفاصيل الحياتية للطالب حين يستدعي الامر في إطار خلق جو صحي للطالب يمكنه من النجاح وتحقيق الهدف التربوي. فهم يهتمون بالمشاكل العائلية ويجيبون عن أسئلة متعلقة بالبلوغ مثلا، الخوف من الرسوب، التوتر من الدرجات والتقييم، الشجار، التنمر، المشاكل الاسرية، طريقة الدراسة، السلوك، تقديم الدعم الاحتوائي والنفسي...

هذا ويهتم التوجيه والإرشاد التربوي بالإرشاد المهني والوظيفي بحيث يركز على توفير التوجيه الصحيح للطلاب لاحتياجاتهم الأكاديمية، سواء كان ذلك اختيار المسار الصحيح للعثورعلى أفضل كلية أو دورة تدريبية بعد الانتهاء من المدرسة الثانوية.

ولعل هذا الدور مهم جدا في حياة كل طالب، حيث يساعد الطلاب على اتخاذ قرارات مستنيرة في كل خطوة من خطوات رحلتهم الأكاديمية والمهنية. يعتقد الكثير انه ليس بحاجة إلى أي توجيه احترافي في المهمة التعليمية أو المهنية، لكن المرشد المناسب يمكنه بالفعل التاثير الفاعل الذي قد يؤثر على مستقبل الحياة الاكاديمية والمهنية لأي طالب، بحيث يمكنهم من العثورعلى ما يهتمون بدراسته أو السعي إليه كمهنة عبر توضيح الأهداف الأكاديمية واتخاذ خطوات مستنيرة ووضع خطة وظيفية تراعي اهتماماتهم وتفضيلاتهم، ما يفيدهم في البحث عن الخيارات الأكاديمية في إطار مزايا التقييم الذاتي وتطلعاتهم اتحقيق احلامهم ومستقبلهم.

الإرشاد والتوجيه في القطاع الرسمي

تهتم وزارة التربية والتعليم العالي بموضوع الإرشاد والتوجيه التربوي والمرشدين التربويين، فتعين من ضمن ملاك وزارة التربية مجموعة من المرشدين ولكل مهامه. فهناك الإرشاد التربوي المتخصص في المواد التعليمية، الإرشاد الصحي، والإرشاد الاجتماعي.

- الإرشاد التربوي الأكاديمي: تم تعيين مجموعة من المعلمين، من حملة الإجازات والذين لديهم سنوات من الخبرة في تعليم المواد التي تخصصوا فيها. بحيث يكون لكل مادة من المواد مرشد متخصص.

توزع ساعات الارشاد كالتالي: من ضمن النصاب التعليمي والذي هو 20 حصة تعليمية، يدرس الاستاذ عددا من الحصص في مدرسته المتوسطة أو الثانوية فيما يكون باقي حصصه موزعا على مدارس المنطقة الموكلة إليه. فعلى سبيل المثال، إذا كان عدد ساعات لتدريس للاستاذ 5 ، تكون ساعات الإرشاد 15 تحدد بجدولة معينة يجول فيها الاستاذ على المدارس.

يشرف المرشد على منسقي ومعلمي المادة لناحية الدروس المعطاة، والالتزام بالمنهج. يحضر المرشد الصفوف، يضع الملاحظات ويناقش مع المدرس نقاط القوة ونقاط الضعف وكيفية العمل لتحسينها ويعطي المشورة والتدريب والحلول للاستاذ عند أي تعثر لتمكينه من تقديم مادته في إطار صحيح، يراعي المنهج والتطور المتبع في تقديم المادة.

قد لا يمر المرشد على المدارس لأكثر من مرة خلال الفصل، ولكن بحال تعثر المدرسة في مادة معينة او وجود استاذ جديد مثلا، قد تطلب إدارة المدرسة من المرشدين تخصيص وقت إضافي بحسب الحاجة والمواد.

يقوم المرشد بصياغة التقارير ويذكر فيها ملاحظاته وتقييمه والاجراءات التي قام بها لناحية حل مشكل تعليمي او تدريب استاذ وما إلى ذلك، ويرفعها إلى المرجع المختص في مديرية الإرشاد في الوزارة. يشرف على مضمون الامتحانات، تنوعها، مستواها، أهدافها وملاءمتها. يراجع المرشد نماذج من دفاتر الطلاب، للاطلاع على المادة المدونة والمعطاة. كما أنه يراقب مدى تفاعل التلاميذ وفهمهم من خلال المراقبة الصفية أ الفروض المنجزة والامتحانات.

- المرشد الصحي: يوجد في كل مدرسة رسمية مرشد صحي، يكون من ملاك وزارة التربية. تتوزع حصصه على حصص صفية توجيهية وحصص إجراىية يقوم فيها بأعمال مكتبية وإنجاز تقارير. ويهتم بتفاصيل وتوجيهات عدة، البعض منها يومي، كالإشراف على النظافة الشخصية من لباس وأظافر وأسنان، التاكد من عدم وجود عوارض مرضية او ارتفاع في الحرارة...

يتأكد المرشد الصحي من بطاقة الطلاب الصحية، بحيث يكون لكل طالب بطاقة مذكورعليها وضعه الصحي، وجدول اللقاحات وتواريخها، ويقوم خلال الحصص الصفية التي تكون حصة اسبوعية واحدة للصفوف بين الابتداىي الأول والابتداىي السادس.يطرح خلالها مواضيع عدة تكون ضمن جدول اعدته الوزارة للتوجيه والتثقيف ضمن مواضيع عدة: الغذاء والتغذية وأثرهما في النمو، النظافة الشخصية، الوقاية من الحوادث، التدخين ومضاره، ترشيد استخدام المياه، صحة الفم والاسنان..

يقوم المرشدون الصحيون بتحضير انشطة صحية تثقيفية، كيوم صحي منظم يشارك فيه الأهل والطلاب احيانا. ويهتمون بالحانوت المدرسي، ويتأكدون من عدم وجود أغذية مضرة بصحة التلامذة ويوجهون نحو التغذية الصحية. كما يتأكد المرشدون الصحيون من نظافة وتعقيم الصفوف والمراحيض والملاعب بشكل يومي.

يحضر إلى المدارس الرسمية دوريا مرشد صحي من الوزارة ليشرف على مرشد المدرسة الصحي فيطلع على سير الامور، المشاكل، ويقدم المشورة والحلول ويرفع التقارير للوزارة.

- المرشد الاجتماعي: تسعى الوزارة إلى تخصيص مرشد اجتماعي يُعنى باوضاع التلاميذ النفسية والسلوكية، ليكون متواجدا في المدارس بشكل دوري او دائم. ولكن الوضع القائم حتى الآن يحصر وجود المرشد الاجتماعي في المدارس بطلبها. إذ تطلب إدارات المدارس حضور المرشد الاجتماعي بحسب الحالات الطارئة، فيتم استدعاؤه.

لا شك بأن هذا الوقت غير كاف. فإذا كانت المشاكل المتفاقمة لهذا الجيل في ظل ما يتعرض له من ضغوط، فوجود المرشد الاجتماعي المتخصص ضروري بشكل يومي وبدوام كامل.

يقدم من خلاله التوجيه والرعاية المناسبة للتلاميذ. فالاوضاع الاقتصادية الضاغطة التي تلقي بثقلها على المجتمع، والانفتاح التكنولوجي االكبير من تواصل اجتماعي وغيره، إضافة الى دقة الاعمار لا سيما المراهقين، يحتم وجود مرشد اجتماعي بشكل دائم وفاعل.

اكثر من نقطة لافتة

عل ما تم طرحه يلقى آذانا صاغية من قبل المعنيين في القطاع التربوي في ظل ورشة التطوير التي اصبحت ضرورية ان تظهر توصياتها التغييرية ويبدأ التطبيق ب:

- تخصيص وقت أطول للارشاد التربوي المختص بالمواد، إذ لا تكفي المتابعة لمرة واحدة في الفصل او الفصلين. فالمراقبة عن كثب ولفترات زمنية متقاربة تؤمن التقدم والتطورعن طريق نتقديم التدريب والمشورة والمتابعة بوتيرة أكبر.

- تدريب المرشدين الصحيين، او الاستعانة بذوي الاختصاص لملئ هذه المواقع، بحيث يتمكنون من تقديم المشورة الصحية بشكل افضل.

- السعي لتعيين مرشد اجتماعي لكل مدرسة بدوام كامل، لما يعانيه الطلاب في يومنا هذا من ضغوط.

- العمل على تأمين الإرشاد الوظيفي الأكاديمي المتخصص للصفوف الثانوية، الذي من شأنه أن يساعد الطلاب على اتخاذ قراراتهم تجاه اختيار الاختصاص الجامعي ومن ثم المهنة او الوظيفة الملائمة، والاخذ بعين الاعتبار خطة متخصصة تراعي حاجات سوق العمل وقدرات الطلاب ومهاراتهم.